كشف بادو الزاكي، الحارس الدولي السابق والمدرب الحالي لعدد من الفرق المغربية، عن مدى مراهنة الملك الراحل الحسن الثاني على لاعبي المنتخب المغربي لكرة القدم للفوز بكأس إفريقيا للأمم سنة 1988، والتي أقيمت في كل من الرباط والدار البيضاء، خاصة بعد المظهر المشرف الذي ظهروا به سنتين قبل ذلك في كأس العالم 1986 بالمكسيك. وقال الزاكي، في معرض حديثه لبرنامج "الماتش" الذي بثته قناة ميدي واحد مساء أمس الأحد، إن الملك الراحل الحسن الثاني كان يخصص له طائرة خاصة يمتطيها للعب في ناديه مايوركا باسبانيا، ثم تُرجعه إلى المغرب للعب مباريات كأس إفريقيا للأمم سنة 1988. وأوضح الزاكي بأنه لم يلعب المقابلة الأولى ل"الكان" حينها، أمام منتخب الزايير وانتهت بنتيجة التعادل هدف لمثله، بسبب أن فريقه "مايوركا"، الذي احترف فيه بعيد العرض الكبير الذي قدمه في مونديال المكسيك، لم يرخص له حينها باللعب رفقة "أسود الأطلس". وتابع حارس عرين المنتخب، الذي كان يقوده حينها المدرب الراحل المهدي فاريا، بالقول إن "سيدنا" كان يخصص طائرة خاصة تذهب بي إلى مايوركا للعب البطولة الاسبانية هناك، ثم تعود بي إلى المغرب لخوض غمار منافسات الكأس الإفريقية، فكنت ألعب 4 أو 5 مباريات في الأسبوع الواحد". وعادت ذاكرة أحد أفضل الحراس في تاريخ الكرة المغربية إلى مباراة "أسود الأطلس" أمام منتخب الكاميرون حامل اللقب في نسخة "الكان" لذلك العام، وهي المقابلة التي انهزم فيها المغرب بهدف لصفر، حيث أبرز أنه لعب المباراة "مُكْرها" رغم إصابته العضلية، بينما لم يُشر إلى من "أكرهه" على لعب مقابلة لم يكن مستعدا لها بدنيا. وأفاد الزاكي بأن هناك فرق واضح بين ترتيبات المنتخبات في الماضي وما هو عليه الحال في الوقت الراهن، حيث إن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" نظمت اللعبة، وتواريخ استعداد المنتخبات في القارة الإفريقية، وهو ما لم يكن متاحا في سنوات سابقة خلت. وخلص الزاكي إلى أنه متأكد من توفر "جميع الإمكانيات التي تخلق من المنتخب المغربي لكرة القدم فريقا تنافسيا، يمكنه الفوز بكأس إفريقيا للأمم خاصة أنها ستنظم بالمغرب سنة 2015. وجدير بالذكر أن ال"الكان" لسنة 1988 كانت محط طموح كبير للمغرب، وخاصة للملك الراحل الحسن الثاني الذي لم يكن خافيا تدخله في عدد من تفاصيل المنتخب الوطني من أجل تحقيق الانتصارات، سيما أنها كأس أتت سنتين بعد التألق اللافت لأسود الأطلس في الأراضي المكسيكية، حيث كان أول فريق عربي وإفريقي حينها يتأهل للدور الثاني من المونديال. ولم تتحقق آمال الملك الراحل، ولا أماني قطاع عريض من المغاربة، بفوز المنتخب بكأس إفريقيا للأمم سنة 1988، حيث حملها أسود الكاميرون الذين انقضوا على نسور نيجيريا في مقابلة النهاية، بينما اكتفى المنتخب المغربي بالمركز الرابع بعد مقابلة تحديد المركزين الثالث والرابع أمام المنتخب الجزائري، والتي انهزم فيها بركلات الترجيح بعد التعادل بهدف لمثله. وكان الزاكي قد التحق بنادي مايوركا الاسباني في السنة ذاتها التي أقيمت فيها كأس العالم بالمكسيك سنة 1986، حيث حقق معه نتائج طيبة، كان أهمها التأهل لنهائي كأس إسبانيا لأول مرة في تاريخ الفريق سنة 1990، كما سطع نجم الزاكي في "الليغا" حينها بتصديه لضربات جزاء أشهر لاعبي العالم وقتها، من قبيل المكسيكي هوغو سانشيز، والهولندي رونالد كومان.