يجمع كثير من المراقبين أن مستوى المنتخب الألماني تراجع منذ إحرازه لقب كأس العالم عام 2014. إلا أن ذلك لا يمنع من تصنيفه ضمن المنتخبات المرشحة للفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية. وهناك أسباب عدة تدعم هذا التفاؤل بفوزه. في جميع لقاءاته الصحفية، لا يدع المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف الفرصة تفوت دون أن يعلن بصريح العبارة، وبكل ثقة في النفس، أن فريقه سيذهب لنهائيات بطولة كأس الأمم الأوروبية الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2016 ) بفرنسا لإحراز لقبها. إلا أن المستوى الذي ظهر به المنتخب الألماني في مباراته الودية مع نظيره السلوفاكي في 29 مايو)، جعل بعض الخوف يتسلل إلى قلوب محبي أبطال العالم. فقد واصل المنتخب الألماني عروضه المهزوزة منذ تتويجه بطلا للعالم في صيف 2014، وذلك بسقوطه على أرضه أمام سلوفاكيا (13) في مباراة إعدادية أقيمت على ملعب أوجسبورج ضمن استعدادات المنتخبين لبطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2016 ) بفرنسا. وتعتبر المباراة الإعدادية أمام سلوفاكيا آخر فرصة بالنسبة للمدرب لوف للوقوف على استعدادات اللاعبين قبل الإعلان عن القائمة النهائية التي ستسافر إلى فرنسا. وكانت بالفعل الفرصة متاحة أمام لوف لتجريب بعض الخيارات التكتيكية، حيث اعتمد خلال هذه المباراة على لاعب يوفنتوس الإيطالي سامي خضيرة كلاعب ارتكاز وحيد أمام 3 لاعبين في خط الدفاع. وقد تبين لمدرب المنتخب الألماني أن هذا الأسلوب في اللعب يترك مساحات فارغة في خط الوسط، حيث كان سامي خضيرة في حاجة إلى لاعب ارتكاز آخر إلى جانبه، كما كان الشأن في مباريات سابقة للمنتخب الألماني، حيث كان باستيان شفاينشتايجر هو من يقوم بهذا الدور أو أن يلعب أمام خضيرة لاعبين مثل توني كروس أو مسعود أوزيل لبناء العمليات الهجومية، فيما يتفرغ لاعب يوفنتوس الإيطالي لتكسير هجمات الفريق الخصم. كما كانت مباراة سلوفاكيا فرصة بالنسبة للمدير الفني للمنتخب الألماني لتجريب اللاعبين الشباب التي ضمتهم لائحته الأولية. ولم يتمكن يوشوا كيميش ويوليان فايجل ويوليان براندت من الظهور بمستوى مقنع، وهو ما يجعل التكهن بإمكانية حضورهم في نهائيات يورو 2016 أمرا صعباً. وصرح لوف في نهاية المباراة أنه "لازال في حاجة إلى بعض الوقت لتحديد اللائحة النهائية التي ستشارك في نهائيات فرنسا". وقال المدير الفني للمنتخب الألماني: "سأتخذ قراري بالرجوع إلى الجهاز الطبي للمنتخب"، موضحاً أنه في حاجة إلى الضوء الأخضر من طبيب المنتخب لاتخاذ القرار الصائب بخصوص اللاعبين المصابين". ويشار إلى أن بعض لاعبي المنتخب الألماني الأساسيين يعانون من الإصابة ومن بينهم ماتس هوميلز المصاب بتمزق عضلي، سيؤدي إلى غيابه عن مباراة المنتخب الألماني الأولى في نهائيات يورو 2016 أمام نظيره الأوكراني في حال ما احتفظ به لوف في القائمة النهائية. رغم كل الصعوبات التي يواجهها في الفترة الحالية، إلا أن المدرب يواخيم لوف عوّد الجماهير الألمانية على إعداد منتخب قادر على المنافسة على اللقب. فالمنتخب الألماني، كان يمر بنفس الظروف تقريبا قبل انطلاق نهائيات كأس العالم 2014، حيث كان يعاني من إصابة بعض لاعبيه، كما أنه لم يظهر بوجه مشرف في المباريات الإعدادية التي سبقت البطولة، لكنه تمكن في نهائيات المطاف من حسم البطولة لصالحه. وأمام يواخيم لوف أسبوعين تقريبا لإصلاح القصور حتى يكون جاهزاً للبطولة القارية. وسيكون التركيز خلال الأيام المتبقية على العمل الدفاعي بشكل خاص مادام أن خط الهجوم لم يكن سيئاً في لقاء سلوفاكيا. وبعودة أهم اللاعبين الأساسيين مثل مسعود أوزيل وتوني كروس وتوماس مولر، بالإضافة إلى ماركو رويس سيكون المنتخب الألماني في أفضل أحواله للمنافسة على لقب كأس الأمم الأوروبية.