اختار يواكيم لوف 27 لاعباً في القائمة الأولية لمنتخب ألمانيا، الذي سيشارك في يورو 2016، وتضم القائمة 14 لاعبا من الفائزين بمونديال البرازيل، إضافة إلى ثلاثة لاعبين جدد، وهناك مفاجآت قليلة وانتقادات لاختيار البعض. في مبنى السفارة الفرنسية الواقع عند بوابة براندِنبورغ الشهيرة بالعاصمة الألمانية برلين أعلن يواكيم لوف مدرب المنتخب الألماني لكرة القدم وأوليفر بيرهوف، مدير الفريق، ظهر الثلاثاء (17 مايو 2016) القائمة الأولية للاعبي الفريق، استعدادا لكأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) التي تقام في فرنسا بين العاشر من يونيو والعاشر من يوليو 2016. ويشتهر لوف بمفاجآته عند الاختيار، وكان قد صرح قبل أيام: "أحيانا يكون عنصر المفاجأة مفيدا من الناحية التكتيكية ويمد هيكل الفريق ككل بالطاقة". لكن القائمة هذه المرة لم تكن بها مفاجآت كبرى، على عكس الماضي. رغم ذلك فقد ضمت لاعبين شبابا يتم استدعاؤهم لأول مرة، وهم يوليان فايجل لاعب خط وسط دورتموند ويوشوا كيميش لاعب بايرن ميونيخ، بالإضافة إلى يوليان برانت لاعب بايرليفركوزن. يضاف إليهم ليروي سانيه جناح فريق شالكه، الذي خاض حتى الآن مباراة واحدة مع المنتخب الألماني. ولم يضع لوف في حسبانه ماكس كروسه لاعب فولفسبورغ، وثلاثة من اللاعبين الشباب الفائزين معه بمونديال البرازيل وهم إريك دورم وماتياس غينتر وكريستوف كرامر، ليكون عدد الغائبين عن الفريق من أبطال مونديال 2014 تسعة لاعبين، حيث اعتزل اللعب الدولي فيليب لام وميروسلاف كلوزه وبيير ميرتيزاكر، وتراجع رومان فايدنفيلر، فأصبح حارسا احتياطيا في دورتموند، واستبعد كيفين جروسكرويتس بسبب سقطاته، كما أن رون روبيرت تسيلر حارس هانوفر غاب هو الآخر. وإضافة إلى التفوق من الناحية الرياضية يضع يوآخيم لوف معايير مهمة بالنسبة له في اختيار لاعبيه، وأهمها بحسب ما صرح هو نفسه: "الانضباط، وضرورة التزام اللاعب بقواعد اللعب". ويضيف لوف في مقطع فيديو بُثّ مؤخرا: "يجب أيضا أن يتسم الفريق ككل بطموح الفوز بأي شيء، وأن يكون للاعبين شخصيات جيدة وتعامل صادق بعضهم مع بعض والتواصل بشكل أكبر والاستعداد لتقديم أداء أفضل". كذلك أيضا الثقة التامة المتبادلة بين المدرب وكل لاعب من اللاعبين والاحترام، وألا يوجه اللاعب اتهامات إلى الفريق أو يعتقد أن لاعبا ما مهم أكثر من الفريق، فالفريق فريق جماعي، بحسب ما يقول سامي خضيرة. اختار المدرب الألماني ثلاثة من حراس المرمى هم مانويل نوير (بايرن ميونيخ)، وبيرند لينو (بايرليفركوزن) و مارك-أندريه شتيجن، حارس برشلونة. وليست هناك أي مفاجأة كبيرة هنا. رغم أن هناك حراسا آخرين أصيبوا بخيبة أمل لعدم اختيارهم مثل كيفين تراب حارس باريس سان جيرمان، ورون تسيلر حارس هانوفر. وعموما فإن مركز حراسة المرمى في ألمانيا مملوء بالعناصر الرائعة، وقال أندرياس كوبكه مدرب حراس مرمى المنتخب الألماني: "كان الاختيار صعبا علينا، فلدينا حراس مرمى كثيرون على أعلى مستوى، ونحن نثق بهؤلاء الحراس الثلاثة". ثمانية لاعبين اختارهم لوف لخط الدفاع وهم جيروم بواتينغ (بايرن ميونيخ)، إمرى جان (ليفربول)، يوناس هيكتور (كولونيا)، بنديكت هوفيديز (شالكه)، ماتس هوملس (دورتموند)، شكوردان مصطفي (فالنسيا الإسباني)، أنطونيو روديغر (أيه إس روما) ثم سيباستيان رودي مدافع هوفنهايم. ويقول متابعون إن خط الدفاع سيفتقد مارسيل شميلتسر ظهير أيسر نادي دورتموند، الذي سبق له أن خاض مع المانشافت 16 مباراة. كما غاب أيضا جوناتان تاه مدافع باير ليفركوزن الواعد، الذي كان لوف قد استدعاه في مارس الماضي لوديتي إنجلترا وإيطاليا. واختار لوف 13 لاعبا لخط الوسط علما بأن هؤلاء بينهم من يتقدم للهجوم أحيانا ومن يتأخر أيضا للدفاع وهم: مسعود أوزيل (أرسنال)، سامي خضيرة (يوفينتوس الإيطالي)، باستيان شفاينشتايغر (مانشستر يونايتد)، ماركو رويس ويوليان فايجل (بوروسيا دورتموند)، ويوليان دراكسلر وأندري شورله (فولفسبورغ)، ويوليان برانت (باير ليفركوزن)، يوشوا كيميش، ماريو غوتزه (بايرن ميونيخ) كريم بلعربي (باير ليفركوزن)، ومعهم ليروي سانيه جناح فريق شالكه وتوني كروس نجم ريال مدريد. ويغيب عن هذا الخط، كما كان معلنا، إلكاي غوندوغان بسبب الإصابة، ليتكرر غيابه عن ثاني بطولة كبرى بعد مونديال البرازيل. بينما يوشوا كيميش ويوليان فايجل، هما اثنان من اللاعبين الثلاثة الجدد، الذين اختارهم لوف. وبإمكان كيميش (21 عاما) أن يلعب أيضا في خط الدفاع، فمدرب بايرن غوارديولا معجب باللاعب وأشركه كقلب دفاع، ويقول إن "يوشوا كيميش ربما يكون أفضل قلب دفاع في العالم. أما اختيار شفاينشتايغر رغم طول الإصابة فمسألة أيضا لها حساباتها البعيدة عن جاهزية اللاعب، فمقاييس اختيار لوف للاعبين تنطبق على قائد المنتخب رغم إصابته. وأمام اللاعب وقت حتى آخر الشهر ليستعيد عافيته واللحاق بالفريق. أما مفاجأة خط الوسط -يوليان برانت- فهو ما ما زال صغيرا. كما أن أندري شورله حصل على فرصته رغم تراجع مستواه مع فريقه فولفسبورغ. هناك ثلاثة لاعبين في خط الهجوم: ماريو غوميز (بشيكتاش التركي) ولوكاس بودولوسكي (غلطة سراي التركي) وتوماس مولر (بايرن ميونيخ). وبالنسبة لمولر فهو ركيزة أساسية بالمنتخب الألماني منذ كأس العالم 2010. أما غوميز فعاد ليفرض نفسه بقوة من خلال تألقه في تركيا وفوزه مع فريقه بالدوري واحتلاله قائمة الهدافين هناك. غير أن استدعاء بودولسكي -رغم عدم تفوقه مع فريقه غلطة سراي- فهو مسألة تخالف المنطق بحسبما يرى متابعون. لكن لوف أوضح سبب استدعائه للاعب المخضرم قائلا: "لوكاس بودولسكي لاعب أرافقه منذ فترة طويلة، وما زالت لديه قيمة رياضية كبيرة بالنسبة لنا، وهذا ينساه كثيرون. ولقد لعب موسما جيدا ومباريات كثيرة". وسيقوم لوف مع لاعبيه -فيما عدا شفاينشتايغر المصاب وتوني كروس (مشارك في نهائي التشامبيونزليغ)- بالدخول في معسكر تدريبي ينطلق في 24 مايو 2016 في "أسكونا" في سويسرا، قبل اختيار 23 لاعبا للقائمة النهائية التي يجب تقديمها للاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) في موعد أقصاه 31 مايو 2016. وفي الرابع من يونيو 2016 يخوض الفريق مباراة ودية أمام المجر، ثم يأخذ اللاعبون راحة يومين قبل التوجه إلى فرنسا حيث يخوض الفريق أولى مبارياته ببطولة "يورو 2016" أمام أوكرانيا في 12 يونيو 2016.