بعد سنوات من انفراد شاطئ مدينة الداخلة، والسواحل الرابطة بين منطقتي مولاي بوزرقطون وإمسوان، مرورا بشاطئي الصويرة وسيدي كاوكي، باحتضان رياضة الألواح الطائرة "KiteSurf"، نجح عدد من هواة هذه الرياضة، في الآونة الأخيرة، في رفع ألواحهم في سماء شاطئ "دوفيل" بمدينة الجديدة. نواة الرياضة بالجديدة ونظرا لحاجة الألواح الطائرة للرياح القوية، فقد وجد ممارسو هذه الرياضة ضالتهم، في السنوات الأخيرة، بشاطئ مدينة الجديدة، خاصة في الأشهر التي تسبق الفترة الصيفية، نظرا لهبوب رياح متوسّطة السرعة إلى قوية، وخلوّ الشاطئ من المصطافين ومحبي السباحة، ما يتيح لعشاق "KiteSurf" ممارسة رياضتهم بالشكل المرغوب فيه. وفي غياب مدارس وأندية لتعليم وتعلّم رياضة الألواح الطائرة بمدينة الجديدة، أشار سمير بنوقاص، أحد ممارسي هذه الرياضة، إلى أنه اضطر إلى التعلم عن طريق الشبكة العنكبوتية وحضور بعض التظاهرات بمدينة الداخلة، قبل أن يُقدم على شراء بعض المعدات من مدينة الدارالبيضاء، من أجل مباشرة عملية التعلم الذاتي. وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبورت، إلى أنه لجأ، قبل فترة قصيرة، إلى أمواج شاطئ مدينة الجديدة لممارسة هوايته، قبل أن يلتحق رياضيون آخرون لرفع ألواحهم الطائرة، ومن ثمة صار المكان فضاء لالتقاء عشاق "KiteSurf"، من أجل التعاون والاستجمام وتبادل الخبرات والتجارب في ما بينهم. إكراهات رياضية وعن قلة ممارسي هذا النوع من الرياضات البحرية بمدينة الجديدة، أوضح بنوقاص أن شراء المعدات الضرورية لممارسة رياضة الألواح الطائرة يتطلب مبالغ مالية مهمة، محدّدا أقل ثمن ممكن لشراء بعض المعدات في ثمانية آلاف درهم، "وذلك في غياب جمعيات تعنى بهذه الرياضة، من أجل تطويرها وتشجيع ممارسيها على المزيد من العطاء"، بحسب المتحدث. وأوضح سمير أن رياضة الألواح الطائرة تبقى مجرد هواية في مدينة الجديدة، ما يدفع ممارسيها إلى البحث عن مورد رزق يعولون به أنفسهم، ويقتنون بعائداته ما يلزمهم من معدات رياضية، أو الاستفادة من الحصص الدراسية التي تُقدّم في المدن المعروفة ب"KiteSurf"؛ حيث تبلغ تكلفة تلك الحصص 700 درهم، على الأقل، لحصة لا تتجاوز مدتها ساعتين في الصباح، وأخرى في المساء. المتحدث ذاته ختم تصريحه لهسبورت بتقديم نصائح للراغبين في ممارسة رياضة الألواح الطائرة، مؤكّدا على ضرورة استعمال معدات جديدة، والحرص على استعمال اللباس الخاص بتلك الرياضة، وممارستها في حالة الجزر، واختيار أماكن خالية من المصطافين والحواجز والصخور، مذكّرا بوفاة أحد زملائه الذي اصطدم بقوة بحائط محاذي للشاطئ، نتيجة قوة الرياح وحالة المدّ التي كان عليها البحر ساعتها. معدات نادرة وجامعة غير واضحة من جهته أكّد خليل برزوق، رئيس نادي الدفاع الحسني الجديدي للرياضات البحرية والبيئة، على أن نُدرة التجهيزات والمعدات تُعتبر من أهم الإشكاليات التي تعترض تقدم هذا النوع من الرياضات، على الصعيد الوطني، ما يدفع النوادي المهتمة بالرياضات البحرية إلى بذل مجهودات كبير لتوفير المعدات اللازمة لممارسة "KiteSurf" أو "Kano Kayak" أو الشراع وغير ذلك. ودعا برزوق الوزارة الوصية على القطاع، في شخص وزيرها، إلى "الاهتمام بالرياضات البحرية، والانكباب على توفير لوازمها الأساسية، خاصة بعدما صار المغرب قبلة لممارسي تلك الرياضة"، مشيرا إلى أن النوادي بمدينة الجديدة تجتهد من أجل تطوير الرياضات البحرية، نظرا للدعم الذي يقدّمه عامل الإقليم من جهة، والاهتمام الذي توليه فئة الشباب بهذه الرياضات. وعن وضعية ممارسي رياضة "KiteSurf" بمدينة الجديدة، أوضح برزوق، في تصريح لهسبورت، أن الجامعة المكلفة بتلك الرياضة غير واضحة، إلى حدود الساعة، غير أن نادي الدفاع الحسني الجديدي للرياضات البحرية والبيئة يجري محاولات من أجل ضمّ واحتضان ومساعدة ممارسي رياضة الألواح الطائرة، ومدّهم بكل المعلومات والدعم اللازم لتأهيل وتطوير قدراتهم.