قضت محكمة التحكيم الرياضي الدولية اليوم الاثنين بتقليص عقوبة الإيقاف المفروضة على الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) من ستة أعوام إلى أربعة أعوام ، ليعلن بعدها مباشرة قراره بالرحيل عن رئاسة اليويفا. وذكر محامو نجم المنتخب الفرنسي السابق بلاتيني في بيان أنه "سيقدم استقالته من رئاسة اليويفا خلال الاجتماع المقبل للجمعية العمومية للاتحاد." وقال بلاتيني إن الحكم يمثل "ظلما فادحا" وإنه سيواصل المشوار في القضية من خلال المحاكم المدنية بسويسرا. ومن جانبه، أعلن اليويفا أنه علم بقرار المحكمة وسيجتمع الأسبوع المقبل لبحث خطواته المقبلة. وذكر اليويفا في بيان "علمنا أيضا بإعلان ميشيل بلاتيني نيته في الاستقالة من رئاسة اليويفا"، وأشار إلى أن اللجنة لتنفيذية ستجتمع في 18 مايو بمدينة بازل السويسرية، صباح اليوم الذي تقام فيه المباراة النهائية للدوري الأوروبي، "لمناقشة الخطوات المقبلة، ومن بينها تنظيم اجتماع للجمعية العمومية ينتخب فيه الرئيس الجديد". وأكد اليويفا أنه لا توجد نية لتعيين رئيس مؤقت للاتحاد. وكان بلاتيني قد أوقف من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في القضية الخاصة بتلقيه "مبلغ مثير للشبهات" قيمته مليوني دولار (مليوني فرنك سويسري) من السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق للفيفا في عام 2011، بدعوى أنه نظير عمل بلاتيني كمستشار لرئاسة الفيفا قبلها بعشرة أعوام. وقضت محكمة التحكيم بأن بلاتيني "استفاد من خلال انتهاك المادة رقم 20 من قواعد الأخلاقيات بالفيفا.. وأدين بتضارب المصالح من خلال انتهاك المادة رقم 19 من قواعد الأخلاقيات بالفيفا." ولم تقتنع المحكمة "بشرعية" تحويل مبلغ المليوني فرنك سويسري "المعترف به فقط من جانب السيد بلاتيني والسيد بلاتر، والذي تم بعد أكثر من ثمانية أعوام من انتهاء ذلك العمل." وأشارت المحكمة إلى أن تحويل المبلغ "لم يتم بناء على أي توثيق لتلك العلاقات التعاقدية ولم يكن متطابقا مع المبلغ الذي يزعم أنه كان لا يزال مستحقا له من راتبه." وأوضحت المحكمة في بيانها أن بلاتيني "استفاد أيضا من تمديد خطة المعاشات التعاقدية التي ما كان يستحق الاستفادة منها." ومع ذلك، رأت المحكمة أن فترة الإيقاف ستة أعوام "كانت قاسية وبالتالي قررنا تقليص الفترة إلى أربعة أعوام، وهو ما يتطابق مع مدة الفترة الرئاسية." كذلك قلصت المحكمة الغرامة المالية المفروضة على بلاتيني من 80 ألف فرنك سويسري إلى 60 ألف فرنك. وذكرت هيئة المحكمة التي يرأسها الإيطالي لويجي فوماجالي وتضم الفرنسي جان بولسون والبلجيكي برنارد هانوتيو أن "فرض عقوبة قاسية يمكن أن يكون مبررا في ضوء المهام الكبيرة" التي قام بها بلاتيني كنائب لرئيس الفيفا وكرئيس اليويفا وفي ظل "غياب أي شعور بالندم ، والانطباع الذي خلفته تلك القضية على سمعة الفيفا." وكان بلاتيني 60/ عاما/، لاعب خط الوسط السابق بالمنتخب الفرنسي وفريق يوفنتوس الإيطالي، يأمل حصوله على البراءة ليتمكن من الإشراف على كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) التي تنطلق بفرنسا في العاشر من يونيو المقبل، باعتباره رئيسا لليويفا. وخضع بلاتيني لجلسة استماع أمام محكمة التحكيم بمدينة لوزان السويسرية في 29 أبريل الماضي، والتي شهدت حضور بلاتر، المتقدم هو الآخر باستئناف ضد إيقافه، كشاهد. وكان بلاتيني قد أوقف في البداية لمدة ثمانية أعوام ثم تقلصت العقوبة إلى ستة أعوام، ولجأ إلى محكمة التحكيم أملا في إلغاء قرارات الغرفة القضائية بلجنة القيم بالفيفا وكذلك لجنة الاستئناف بالفيفا.