أكد الملاكم المغربي محمد الربيعي أن انتزاعه للقب العالمي، الذي كان بحوزة منافسه الكازاخستاني دانيا يليسنوف المصنف رقم واحد عالميا منذ سنة 2013، لم يأت من فراغ، بل كان وليد سلسلة من الاستعدادات النفسانية والبدنية والتكتيكية دامت على مدى سنتين، وذلك بدعم من الطاقم التقني والأوساط المحيطة به. وأوضح في تصريح أدلى به لوكالة المغرب العربي للأنباء لدى وصول الفريق الوطني للملاكمة للدار البيضاء، عقب المشاركة في المنافسات النهائية لبطولة العالم التي دارت أطوارها من 2 إلى 16 أكتوبر الجاري في العاصمة القطرية الدوحة، أن هذا التتويج في وزن 69 كلغ لم يكن متوقعا في البداية بالنظر إلى التجربة العالية والألقاب القارية والعالمية المحصل عليها من قبل منافسيه الأربعة، مشيرا إلى أن تفوقه في النزال الأول هو من جعله يتوق للظفر بالمعدن النفيس. وأشار إلى أن المنافسات برمتها لم تكن سهلة خاصة أمام الملاكم البريطاني بطل أوربا لعلو كعبه على المستوى التكتيكي، مبرزا الصعوبات الكبيرة التي حاول التغلب عليها بذكاء وبقوة اللكمات التي مكنته من هزمه في ثلاث جولات متتالية، وهو ما حصل أيضا خلال مقارعته لباقي الملاكمين كالأرجنتيني بطل أمريكا اللاتينية والصيني بطل آسيا والكازاخستاني بطل العالم. وأضاف أن هذا الإنجاز الذي يهديه لوالديه وللمغاربة قاطبة وعلى رأسهم، الملك محمد السادس، يعد سابقة وحافزا له ولزميله أشرف الخروبي من أجل تكثيف الجهود لتمثيل المغرب أحسن تمثيل في الاستحقاقات المقبلة. وقال في هذا الشأن إن الإطار التقني الوطني أعد برنامجا متنوعا ومكثفا تتخلله عدة معسكرات تدريبية حتى يكونا على أتم استعداد للظفر بألقاب أخرى في منافسات دورة الألعاب الأولمبية التي سيخوضانها في صيف عام 2016 في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية. ونوه في هذا الصدد بالمجهودات الجبارة التي بذلها كل من المدير التقني الوطني منير البربوشي ومدرب الفريق الكوبي داغوبيرطو روخاس سكوت ومساعده محمد المصباحي للحصول على هذه النتيجة المشرفة، سواء في ما يخص التربصات أو المواكبة والمصاحبة الفعلية في قلب الحدث على خشبة النزال. ومن جهته أشار السيد محمد لوميني، النائب الأول لرئيس الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، في تصريح مماثل أن بلوغ الملاكم المغربي محمد الربيعي هذه المرتبة العالمية عن سن لا يتجاوز 22 عاما زاد من مسؤوليته، بعد أن أضحى بطلا إفريقيا وعربيا فضلا عن اختياره كثاني أحسن ملاكم في دورة الدوحة 2015. وأعرب عن أمله في أن يسلك باقي الملاكمين المغاربة هذا المنحى، مشيرا إلى أن الملاكمة المغربية في تصاعد وستقول كلمتها الأخيرة بفضل التربصات والتدريبات التي سيخوضها الأبطال المغاربة في الأيام المقبلة. وخلص إلى أن هذا الفوز أعاد الفرحة لكل المغاربة، والتي عبروا عنها من خلال التظاهرات الاحتفالية التي عرفتها الشوارع، والتي افتقدها المغاربة لسنوات طويلة. يذكر أن الربيعي، الذي نجح في انتزاع هذا التتويج معتمدا على لياقته البدنية ومؤهلاته التقنية العالية التي أسعفته لحسم النزال لصالحه بكل ارتياح وانضباط، حظي بحفل استقبال خاص نظمته الجامعة الملكية المغربية للملاكمة في مطار محمد الخامس الدولي للدار البيضاء على شرف كافة الأبطال العائدين عقب المشاركة في دورة الدوحة 2015، وذلك رفقة كل من إدريس زيلاشي ومحمد لوميني ممثلين عن الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، فضلا عن المدير التقني الوطني منير البربوشي، ومدرب الفريق الكوبي داغوبيرطو روخاس سكوت ومساعده محمد المصباحي وطبيب الفريق وليد لغريبي. ومثل المغرب في هذه المنافسة الدولية بفريق من مختلف الأوزان ويتعلق الأمر بكل من عماد أحيون (49 كلغ) وأشرف الخروبي (52 كلغ) ومحمد حموت (56 كلغ) وعبد الحق العتقاني (64 كلغ) وحسن سعدة (81 كلغ) وعبد الجليل أبو حمادة (91 كلغ) ومحمد العرجاوي (مافوق 91 كلغ)، وفي مقدمتهم الملاكم محمد الربيعي الذي ربح رهان وشرف خوض أولمبياد البرازيل.