قد تكون مجموعات "الكورفا تشي" المشجعة لفريق الجيش الملكي، حطمت الأرقام القياسية من حيث البلاغات "الفايسبوكية" المحتجة على سياسة التسيير والمنادية بضرورة التغيير داخل المنظومة المدبرة لأمور "العساكر" من أجل إخراج الزعيم من أزمته، وإعادتته إلى السكة الصحيحة، ليكون ذلك المنافس المشاكس للأندية الوطنية في المنافسات المحلية، والتصالح من جديد مع المسابقات القارية، غير أن هذه البلاغات، إلى حدود الساعة ورغم شدة لهجتها، لم تَفِ بالغرض، ولم تَلْقَ مستجيباً لأدنى مطلب. وفي الوقت الذي تنهال فيه عبارات "الريسبكت" من مختلف جماهير الأندية الوطنية، وتبادل التحايا والتشجيعات، وفي كثير من الأحيان، عبارات المواساة لجمهور يعاني معاناة ناديه، في تعليقات تتسفل بلاغات "أولتراس عسكري" و"بلاك آرمي"، ارتأت فئة أخرى معاتبة هذين الفصيلين حصر "نضالهما" في العالم الافتراضي، وعدم تبنيهما للتصعيد في ظل عدم تجاوب المكتب المسير للجيش الملكي مع مطالب الجماهير. ويبدو أن "ثورة" الجمهور العسكري في وجه المسؤولين عن النادي يراد لها أن تكون هادئة، منحصرة في بلاغات بات مضمون آخرها شبيه بذلك الذي نشر العام الماضي، و"غرافيتي" زينت شوارع العاصمة أكثر من أن تكون قد بلغت الرسالة للقائمين على الجيش الملكي، حتى باتت "قضية" جمهور العساكر متجاوزة من هذا الأخير نفسه، الذي وجد نفسه مشتاقاً للاحتفال بالإنجاز، فارتأى الاحتفال بذكرى تأسيس فروع مجموعات "الكورفا تشي"، في وقت خسر فيه "الزعيم" أول الرهانات هذا الموسم بخروجه من منافسات كأس العرش. ويعيش الجيش الملكي، برئاسة الجنرال حسني بنسليمان، إحدى أسوء فتراته على مر التاريخ، باحتلاله لمراكز أقرب لقعر الترتيب منها إلى المقدمة في منافسات البطولة الوطنية، التي غاب درعها عن خزينة النادي منذ سبع سنوات، فيما يعود آخر لقب للكتيبة العسكرية لعام 2009، أي قبل ست سنوات، عندما توج بطلاً لكأس العرش للمرة الحادية عشرة في تاريخ. وكان أحد لاعبي الزمن الجميل للجيش الملكي وفي حديث سابق مع "هسبورت"، طلب عدم الكشف عن اسمه، لكنه كشف عن أمور اعتبرها رئيسية في تراجع مستوى النادي مقارنة مع فريق القرن الماضي، ومن بينها "ابتعاد المسؤولين بالنادي عن الفريق وتركه وحيدا، ناهيك عن تغيير بعض الأسماء وتعويضها بأسماء لا تفقه كثيرا في التسيير وعالم المستديرة". المتحدث نفسه تكلم عن انسلاخ الجيش الملكي من هويته "بالنظر إلى نوعية اللاعبين الذي بدأوا في حمل القميص الرباطي، عكس الماضي، حيث كان للاعب الجيش الملكي مواصفات خاصة، بدنيا وتقنيا، ومن حيث انتمائه إلى المؤسسة العسكرية".