مع رائحة الفساد القبيحة التي اقترنت برجل الفيفا الأول السويسري جوزيف بلاتر، بدأ الكل في المنظمة يتحسس أسفل قدميه خوفا مما هو قادم.. الدور هذه المرة كان على الفرنسي جيروم فالك الأمين العام الذي أعلنت الفيفا إعفاءه من منصبه أول أمس الجمعة بعد اتهامات طالته بفساد متعلق ببيع تذاكر في السوق السوداء بمونديال البرازيل 2014.. اتهامات أشارت إليها تقارير صحفية الأيام الأخيرة. وهو ما أكده مصدر نافذ بالفيفا. الفرنسي متهم بالتورط في تحويل 10 ملايين دولار إلى الترينيدادي جاك وارنر الرئيس السابق لاتحاد الكونكاكاف. هذه الاتهامات لنائب رئيس الفيفا السابق مردها الأول إلى اللاعب الاسرائيلي السابق والمستشار الحالي في شركة "جيه بي" للتسويق الرياضي حيث أكد أن شركته باعت بعض بطاقات الدخول الى الأماكن المفضلة بثلاثة أضعاف سعرها الحقيقي بموافقة فالك خلال مونديال البرازيل، بل وعقد لقاء صحفيا مساء الجمعة في مطعم بحضور نحو 20 صحفيا لعرض رسائل يدعي أن فالك أرسلها. لكن الفرنسي نفى بشدة كل الاتهامات التي تطارده بها الصحافة وأصدر محاميه الأميركي باري بيرك في نيويورك بيانا جاء فيه:"ينفي جيروم فالك بشكل قاطع الاتهامات الملفقة والشائنة من بني عالون لمخالفات مزعومة متعلقة ببيع تذاكر كأس العالم.. لم يتلق (فالك) أو يوافق على قبول أموال أو أي شيء آخر ذات قيمة من عالون وكل التعاملات تمت الموافقة عليها من قبل الدائرة القانونية في الفيفا". وحسب مصدر مقرب من الفيفا، استقل فالك بعد ظهر الخميس طائرة خاصة في طريقه جوا الى موسكو لحضور حدث "العد العكسي" قبل 1000 يوم من انطلاق كأس العالم 2018 في روسيا، لكن الطائرة استدارت في منتصف مسارها وعادت أدراجها إلى زيوريخ إثر تبليغه نبأ الاقالة من قبل محامي الفيفا. وتعقد اللجنة التنفيذية للاتحاد الاوروبي اجتماعا في مالطا، ويبدو رئيسه الفرنسي ميشال بلاتيني الاوفر حظا لخلافة بلاتر في رئاسة الفيفا حتى الآن. وكان بلاتر (79 عاما) قد أرغم على اعلان استقالته في 2 يونيو بعد 4 أيام من انتخابه رئيسا لولاية خامسة على التوالي بفوزه على الأمير الأردني الشاب علي بن الحسين. بعد اعفاء فالك، سيتولى الالماني ماركوس كاتنر المدير المالي والأمين العام المساعد منذ 2007 "ادارة الشؤون اليومية" في المنظمة الدولية. فيما تجاهل القضاء بلاتر ولم يستمع إليه، وهو يقود الفيفا دون أن يغادر سويسرا مفضلا تجنب "الأسفار الخطرة" كما قال مؤخرا. وكان الفيفا قد نفى بشكل قاطع أن يكون بلاتر تراجع عن قرار السفر إلى موسكو الجمعة من أجل المشاركة في حدث "العد العكسي"، مؤكدا أن "السفر لم يكن أصلا على جدول الأعمال".