لم يفز بأي لقب مع فريقه السنة الماضية (اللهم كأس السوبر)، ولم يتوّج بلقب هداف الدوري الإسباني، ولم يستطع ضمان مكان للبرتغال بكأس العام إلا عبر المرور بمباريات الملحق الأوروبي، فهل يتجاوز رونالدو كل هذه المؤشرات السلبية ويتوج بلقب الكرة الذهبية التي استعمرها الأرجنتيني ليونيل ميسي لأربعة مواسم متتالية؟ رونالدو الذي لم يكلّف نفسه قبل أشهر، حضور حفل أفضل لاعب بالدوريات الأوربية، يوجد في أحسن حالاته هذه الأيام رغم إصابة تعرض لها في مباراة للفريق الملكي، فقد تفوّق على زلاتان إبراهيموفيتش في مبارتي الملحق الأوروبي وسجل أربعة أهداف قاد بها سفينة الملاحين البرتغاليين إلى البرازيل، وهو قريب جداً من تحطيم الرقم القياسي في عدد الأهداف التي يسجلها لاعب ما خلال مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا، كما أنه يتفوق حاليا في ترتيب هدافي الليغا على ميسي. فوز صاروخ ماديرا قبل أيام بجائزة دي ستيفانو التي تقدمها صحيفة ماركا كأفضل لاعب بالدوري الإسباني، ثم فوزه بجائزة اللاعب القيم في حفل رابطة الدوري الإسباني، قد يعلي قليلا من أسهمه في سباق التنافس لنيل الكرة الذهبية، غير أن تتويج ميسي بجائزة اللاعب الأفضل في الحفل ذاته، ثم انتزاعه للقب هداف الليغا السنة الماضية وكذا نيله لقبي الدوري الإسباني وكأس السوبر، أمور تواجه رونالدو بجدية في مسعاه وقد تحرمه من لقب لم يبتسم له سوى مرة وحيدة. وفضلا عن ميسي، يواجه رونالدو كذلك فرانك ريبيري الذي فاز بكل الألقاب الممكنة مع بايرن ميونيخ العام الماضي، فالفرنسي يحمل في جيبه كأس دوري أبطال أوروبا، لقب الدوري الألماني، كأس ألمانيا، وكأس السوبر الأوروبي. ولم يتبق له سوى كأس العالم للأندية التي ستنطلق الأيام المقبلة، كي يأتي فعلا على الأخضر واليابس، وكي يعيد نفس إنجاز ميسي قبل سنوات حين تُوّج بمثل هذه الألقاب في موسم واحد. وبعيدا عن منافسي رونالدو، فالفيفا هي الأخرى دخلت على الخط ضد مهاجم ريال مدريد، ففي أكتوبر الماضي، قال جوزيف بلاتر رئيس التنظيم الكروي ذاته، إن رونالدو ينفق أكثر على تصفيف شعره مقارنة مع ميسي، وإن البرتغالي يظهر كقائد عسكري في الملعب وليس كلاعب كرة قدم، وهو ما أدى بفريق ريال مدريد إلى تقديم اعتراض إلى الفيفا، وإلى رد قوي من رونالدو قال فيه إنه لا يتوفر على هاتف نقال حتى يتوصل باعتذار هاتفي من بلاتر. وليس بلاتر وحده من أعطى تصريحاً ضد رونالدو، فحتى ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، صرّح خلال الشهر الماضي أن الفيفا مدّدت مدة التصويت لجائزة أفضل لاعب بالعالم، فقط من أجل إرضاء رونالدو الذي كان مقبلاً على مبارتي الملحق، وهو أثار جدلا جديدا بمدى حيادية الأجهزة العالمية المشرفة على كرة القدم. هي مجرد جائزة وليست نهاية العالم كما صرّح رونالدو قبل قليل لبعض وسائل الإعلام، ولكن في حال غياب رونالدو مجددا عن التتويج، واتجاه الجائزة نحو ميسي، فستكون ضربة خامسة قاسية على فريق ريال مدريد ككل وليس للاعب وحده، وقد تعطي حافزا أقوى لبرشونة من أجل تسيّد الدوري الإسباني للمرة الثانية على التوالي، بينما قد تكون الصدمة أقل وقعاً إن اتجهت الجائزة لفرانك ريبيري الذي تتجاهله الكثير من التصنيفات رغم أنه الأكثر تتويجا بين الثلاثة في الموسم الأخير.