يتداول المهتمون بالرياضة العالمية أخبار مرتبات اللاعبين والقيمة المالية للتعاقد معهم والتي تصل الى مبالغ خيالية في الدوري الإسباني مثل التعاقد مع اللاعب غاريت بال بمائة مليون يورو. ويعتبر المغربي العربي بن مبارك من أوائل النجوم في الدوري الإسباني الذي جرى التعاقد معه سنة 1948 بمبلغ خيالي في تلك الحقبة وبلغ 17 مليون فرنك فرنسي. وكلعبة ذات شعبية عالمية، كان من الضروري أن يظهر نجوم كرة القدم وتتجاوز شهرتهم الدوريات التي يلعبون فيها. وعمليا، ومن خلال جرد تاريخ كرة القدم وبداية ظهور اللاعب النجم الذي يتابعه عشاق كرة القدم دوليا وتخصص له الصحافة الدولية حيزا كبيرا، وجدت ألف بوست أن أول حالة هي للاعب المغربي العربي بن مبارك وخاصة في الدوري الإسباني. وشروط اللاعب النجم هي الشهرة الدولية التي تتجاوز الدوري المحلي، واهتمام الصحافة الدولية بأخبار النجم، القيمة المرتفعة للتعاقد معه وقدرته على ملئ الملاعب وجذب الجمهور. وانتقل اللاعب بن مبارك من ستاد باريس الفرنسي الى أتلتيكو مدريد سنة 1948 بعقد قيمته 17 مليون فرنك فرنسي (ما يعادل 80 ألف دولار وقتها) وهو مبلغ لم تشهده الدوريات الأوروبية وقتها. وأدى أتلتيكو مدريد هذا المبلغ في وقت لم تكن فيه شركات تحتضن الفرق ولا إشهار ولا مداخيل نقل المباريات. ومن باب المقارنة، تعاقد ريال مدريد مع اللاعب دي ستيفانو الذي يعتبر من أحسن اللاعبين الخمسة في تاريخ كرة القدم وفق الفيفا ب قرابة 74 ألف دولار سنة 1954. ويكتب خيسوس دوغي في كتابه حول تاريخ أتتيكو مدريد الصادر سنة 2000 أن مبلغ 17 مليون فرنك فرنسي كان خياليا بكل المقاييس وقتها. وأصبح بن مبارك اللاعب القادر على ملئ مدرجات الملاعب الإسبانية أينما حل وارتحل خلال الثلاث سنوات الأولى من لعبه في أتلتيكو مدريد بشكل لم يسبق أن حققه أي لاعب من قبل في الدوري الإسباني بما في ذلك دي ستيفانو، واكتسب شهرة دولية رغم أن وسائل الاعلام كانت محدودة للغاية ولم يكن وقتها وجود للتلفزيون لنقل المباريات. واستطاع أتلتيكو مدريد بفضل العربي بن مبارك الفوز بالدوري الإسباني في السنة التي تعاقد فيها معه: 1948-1949 ثم تكرار لقب الدوري في السنة الموالية، وشكل رفقة السويدي كارلسون من أحسن الثنائي الأجنبي في تاريخ كرة القدم الإسبانية، واستحق لقب “الجوهرة السوداء”. وترك أتلتيكو مدريد سنة 1954 بعدما لعب 114 مبارة وسجل 58 هدفا. وأرشيف الصحافة الإسبانية وقتها مثل ماركا وآ بي سي ولفنغورديا التي تسمر في الصدور حتى الآن، تبرز مدى الشهرة التي كان يتمتع بها العربي بن مبارك وهذا اللاعب الذي ولد في الدارالبيضاء سنة 1917 تكسرت مسيرته الكروية باندلاع الحرب العالمية الثانية في وقت كان في أوج عطاءه مع الفرق الفرنسية والمنتخب الفرنسي (المغرب كان تحت الحماية ولم يكن يسمح له بالتوفر على منتخب). ومات وحيدا في الدارالبيضاء سنة 1992 بعدما كان أول مدرب للمتخب المغربي بعد الاستقلال. ولم ينصف تاريخ كرة القدم هذا اللاعب الأسطوري، ولعل من الشهادات المؤثة في حقه أنه عندما انتقل الى الدوري الإسباني سنة 1948 كتبت الصحافة الفرنسية “بيعوا قوس النصر أو برج إيفيل واتركوا بن مبارك في فرنسا” وقال عنه اللاعب الأسطوري بيلي “إذا كنت أنا ملك كرة القدم، فمبارك هو إله كرة القدم”.