أثارت العقوبات القاسية التي تلقاها المغرب من قبل المكتب التنفيذي للكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم بعد تشبثه بطلب تأجيل كأس أمم إفريقيا نقاشا واسعا حول مدى إمكانية تجاوز هذه العقوبات في حال وجد ممثلون فاعلون من المغرب بأعلى جهاز كروي بالقارة السمراء. ويغيب المغرب عن عضوية المكتب التنفيذي للكنفدرالية منذ سنوات طويلة، الشيء الذي يجعله بعيدا عن إبداء رأيه في مجموعة من القضايا الرياضية التي تخص إفريقيا، إضافة لابتعاده عن دائرة طبخ القرار التي تنحصر بين 13 عضوا من "الكاف" بما فيهم رئيس الجهاز عيسى حياتو. وذهب العديد من المهتمين بالجانب الرياضي في المملكة وبعض المحللين الرياضيين إلى التأكيد بأنه كان بإمكان المغرب تفادي مثل هذه العقوبات أو على الأقل تخفيفها بشكل كبير، في حال دافع جانب من داخل الاتحاد القاري عن الموقف المغربي القاضي بطلب التأجيل وليس رفض التنظيم. عضو من داخل الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم ورغم اتفاقه حول ضرورة وجود تمثيلية دول معينة ب"الكاف" غير أنه رفض بشكل قاطع، فرضية أنه كان بالإمكان تفادي أو حتى التخفيف من العقوبات المسلطة على المغرب في حال وجد عضو مغربي داخل المكتب التنفيذي. وبرر المصدر المتحدث ل"هسبورت" موقفه بتجارب سابقة لمجموعة من الاتحادات الإفريقية التي تلقت عقوبات مشابهه في ما مضى، بالرغم من وجود أعضاء مؤثرين من ذات البلد داخل الكنفدرالية الإفريقية، مردفا: "اتحادات نيجيريا والطوغو تلقت عقوبات زجرية بالإبعاد لدورتين عن كأس الأمم الإفريقية ولم يتمكن أعضاء فاعلين بالمكتب التنفيذي من هذه الدول من منع هذه العقوبة". وأشار مصدر "هسبورت" إلى وجود طارق بوشماوي، وهو عضو تونسي فاعل داخل المكتب التنفيذي، دون أن يحدث ذلك تغييرا في الأحداث الأخيرة التي طفت على السطح بين اتحاد الكرة التونسي و"الكاف"، من خلال تهديد هذه الأخيرة بإبعاد المنتخب التونسي من المشاركة في كأس أمم إفريقيا 2017. وتساءل عضو "الكاف"، كيف بإمكان مصر التي يوجد بها مقر الكنفدرالية وتحتضن كبرى اجتماعات المكتب التنفيذي، وما إلى ذلك، ألا تتلقى مساعدات لتفادي الغياب لثلاث دورات متتالية عن نهائيات "الكان"، مضيفا.. "كل هذه مؤشرات تؤكد أن وجود أعضاء من بلد معين لا يعني بتاتا التماطل في إنزال عقوبات معينة على البلد الذي ينتمي إليه هذا العضو". هذا، وتبين من خلال مجموعة من المعطيات والعقوبات المسلطة من "كاف" على المغرب، التي أقرها عيسى حياتو قبل أشهر من الآن، قبل أن يلقى قراره الدعم والتأييد بالإجماع خلال اجتماع مالابو بغينيا الاستوائية من المكتب التنفيذي، أن القرار الأول والأخير هو للكاميروني العجوز، الذي ينفرد باتخاذ القرارات منذ سنوات طويلة دون أن يلقى أي اعتراض أو منافسة أحد الأعضاء داخل الكنفدرالية. ماذا سيستفيد المغرب من وُلوجه "الكَاف"؟ رغم أنه بات من المعروف أن لعيسى حياتو السلطة العليا في اتخاذ القرار الذي يراه مناسبا، في حق أي اتحاد كروي إفريقي يخالف أهواءه وتوجهاته، غير أن المغرب سيستفيد العديد من التفاصيل التي ستساعده على حل عدد كبير من المشاكل التي قد تعترضه مستقبلا، إضافة إلى عدد من الميزات الأخرى، يورد مصدر "هسبورت". وأضاف ذات المصدر أن وجود مغربي، ممثلا منطقة شمال إفريقيا بالمكتب التنفيذي للكنفدرالية، سيعطي المغرب ثقلا في الاتحاد، كما سيخدم المملكة في نسخ علاقات من المستوى العالي مع العديد من رؤساء الاتحادات الإفريقية، وأعضاء آخرين بالمكتب، "الشيء الذي سيجعل المشاكل الصغيرة والمتوسطة التي تعترض الكرة المغربية وأنديتها في المسابقات القارية تتبخر في لمح البصر". ولن يتمكن المغرب من ولوج المكتب التنفيذي للكنفدرالية، على الأقل خلال السنتين المقبلتين، نظرا لعدم تقدم أي مغربي بترشحه لخلافة التونسي طارق بوشماوي، الذي يرافقه الجزائري محمد روراوة في تمثيل منطقة شمال إفريقيا ب"الكاف".