بعد الضجة الإعلامية التي أعقبت الأحداث الدموية الأخيرة بثلاثاء الأولاد، التأمت مجموعة من الجمعيات وفعاليات المجتمع المدني ببلدية لولاد التابعة لإقليم سطات، وأصدرت بيانا مفصلا لإطلاع الرأي العام الوطني بحقيقة الأحداث وما أسفر عنها من ردود أفعال رياضية وإعلامية واجتماعية أيضا. وحسب البيان الذي توصلت الجريدة بنسخة منه والموقع من طرف 14 هيئة جمعوية، فإن فعاليات المجتمع المدني بثلاثاء الأولاد "تستنكر بشدة ما وقع من قبل بعض الجماهير المحسوبة على جمهور الوداد الرياضي"، كما تستنكر "الهجمة الإعلامية الشرسة التي تعرضت لها المدينة وساكنتها من قبل وسائل الإعلام بمختلف مشاربها المكتوبة والمسموعة والمرئية والتي وصفت السكان بالهمج، ورعاة البقر، وقطاع الطرق، وكل الصفات القدحية التي لا تمت للأخلاق بصلة ولا للروح الوطنية"، حسب ما جاء في البيان. واتهمت الجمعيات في بيانها وسائل الإعلام بالمساهمة في "طمس الحقائق بجنوحها عن الصواب، وتضليل الرأي العام المغربي بكتابة مغالطات وافتراءات وأكاذيب حول ما وقع ليلة الأحد من أحداث لا رياضية ولا أخلاقية من قبل بعض مشجعي فريق الوداد الرياضي الذين بمجرد وصولهم مدينة ثلاثاء لولاد عند منتصف النهار في سيارات للنقل السري شرعوا برشق المارة بقنينات الجعة والماء الحارق والكؤوس الفارغة، وهم يتوعدون ساكنة المدينة بالدمار والخراب عند عودتهم في المساء، مرددين شعارات عنصرية"، وفق تعبير البيان. وذكّرت الجمعيات في بيانها بالأحداث التي وقعت في الأسبوع الأول من شهر نونبر، عندما "اندلعت أحداث العنف والشغب التي خلفتها بعض الجماهير المحسوبة على الوداد الرياضي بمدينتي خريبكة وثلاثاء الأولاد والجماعات القروية المحادية للطريق الوطنية الرقم 11، إثر اللقاء الذي جمع فريقي الوداد الرياضي وشباب أطلس خنيفرة بملعب الفوسفاط، حيث رزأت في ذلك اليوم العائلات في مورد عيشها وكسرت السيارات والمتاجر، بالإضافة للاعتداءات الجسمانية الخطيرة، وكلها مسجلة بمحاضر رسمية للدرك والمصالح الأمنية ولم تتحرك أية جهة"، حسب ما جاء في البيان. وحسب رواية الجمعيات وفعاليات المجتمع المدني التي تضمنها البيان، فإن "أفراد القوات المساعدة ورجال الدرك الملكي انتشروا على طول الشارع العام، وطلبوا من أرباب المقاهي والمحلات التجارية في واجهة الطريق بإغلاق محلاتهم تجنبا لتعرضهم للسطو والخسائر وما لا تحمد عقباه، حيث امتثل الجميع بطواعية لأوامر السلطة المحلية والأمن، وأغلق الجميع على الساعة الخامسة مساء". بعد انتهاء المباراة بين فريقي أولمبيك خريبكة والوداد الرياضي البيضاوي، يضيف البيان، فقد جرى "تصريف الجمهور انطلاقا من محطة الاستراحة الواقعة على بعد 7 كيلومترات من مدينة خريبكة في اتجاه مدينة البيضاء، حيث تسلحت بعض الجماهير الودادية بكل أنواع الأسلحة البيضاء من سيوف وسواطير وهراوات وعصي وأسلاك حديدية والتي كانت مخبأة بسيارتهم، وتم جمع الأحجار من المنطقة استعدادا لتنفيذ وعيدهم وتهديدهم على طول الطريق"، حسب ذات البيان. وأضاف البيان أن "حركة السير شلت، وبدأت عمليات الرعب والنهب والسرقة وتكسير زجاج السيارات العابرة للطريق، كما تسلقت بعض الجماهير أسطح بعض المنازل المحادية لعبورهم، وعند وصولهم جماعة النخيلة سطوا على 3 محلات تجارية، وكسروا زجاج المستوصف الصحي ومقر الجماعة، وجردوا الحارس الليلي مما يملك قبل إطلاق سراحه، وتوجهوا إلى مركب تجاري في ملك أحد المهاجرين، فعاثوا فيه فسادا بتكسير زجاجه والسطو عليه، ودخلوا التجزئة السكنية وقصفوا الأبواب والنوافذ، ومن هناك إلى مدينة ثلاثاء الأولاد". عند وصول الجماهير الودادية، يضيف البيان، "خضعت بعض القوافل لأوامر العناصر الأمنية، ومروا دون إحداث أي شغب أو فوضى، غير أن مجموعة من السيارات لم يمتثل سائقوها، حيث اخترقت خمس سيارات الحواجز بطريقة هوليودية ونزلت كل الجماهير المتواجدة بها، وقاموا بالانتشار مشيا على الأقدام في حالة هستيرية غير طبيعية مدججين بالأسلحة، وهموا برشق القوات الأمنية والبصق عليها، وساروا محاولين غزو المدينة برشق الواجهات وإطلاق الشهب الاصطناعية والمفرقعات، وشرعوا في ترديد شعارات الترهيب والعنصرية"، حسب ذات البيان. وجاءت المواجهة بين الجماهير وسكان المدينة، حسب البيان، في اللحظة التي حاولت فيها الجماهير "التسرب للأزقة حيث المنازل آهلة بأهلها، حيث بدأ السكان في الدفاع عن أطفالهم وشرفهم في محاولة لثني الجماهير وصدهم حتى عادوا إلى مركباتهم، وقامت المصالح الأمنية بإعادة الانتشار وتأمين السيارات، فخرجت سيارة عن الركب تسير بسرعة جنونية مخترقة الحاجز الأمني، حاول سائقها دهس مواطنين أبرياء قبل أن يفقد السيطرة عليها وانعرجت نحو عمود كهربائي، وانقلبت وهي تحمل على متنها ما يربو من 20 فردا"، حسب البيان. وفي الوقت الذي جرى فيه نقل المصابين إلى المستشفى المحلي بابن أحمد، يضيف البيان، "احتضن شبان ثلاثاء لولاد 5 أشخاص من جمهور الوداد البيضاوي، وقضوا الليلة معهم في منازلهم معززين مكرمين حتى الصباح، وكذلك قضى بعض من الجماهير الليلة بحي لحريشة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أريحية شبان ثلاثاء لولاد وكل ساكنتها مسالمة، فالحادث إذن تسبب فيه السائق بتهوره وسرعته المفرطة وعدم امتثاله لأوامر القوات الأمنية "، حسب رواية الجمعيات. وختمت فعاليات المجتمع المدني بيانها المفصل بإدانة العنف بكل أشكاله والشغب وإحداث الفوضى، مع "المطالبة بتصحيح الصورة الخاطئة التي أعطتها بعض الجرائد الوطنية المكتوبة عن مدينة ثلاثاء لولاد، كما طالبت باعتذار رسمي من قناتين عموميتين أنجزتا تغطيات صحافية منحازة"، حسب ما جاء في البيان. وطالبت ذات الجمعيات باعتذار رسمي من المكتب المسير لفريق الوداد الرياضي، مفسرة ذلك بكون "مدينة ثلاثاء لولاد ليست خصما كرويا حتى يزايد عليه بتصريحات غير مسؤولة واتهامات مجانية"، كما استنكرت فعاليات المجتمع المدني "الاعتقالات العشوائية في صفوف شبان ثلاثاء لولاد"، وطالبت بإطلاق سراحهم، داعية في ختام بيانها ساكنة بلدية لولاد وكل المتضررين إلى التعبئة قصد المشاركة المكثفة والمسؤولة في الوقفة الاحتجاجية والتضامنية مع المعتقلين، والتي سيعلن عن زمنها ومكانها في القريب العاجل"، حسب تعبير البيان.