بالنظر إلى إنجازاتها الملفتة، لعل أبرزها إنجازها غير المسبوق في سجل رياضة الغولف العربية، بولوجها عالم الاحتراف من بابه الواسع وانضمامها للدوري الأوروبي للسيدات حيث وقفت ندا قويا أمام ألمع نجمات عالم الغولف النسائي، باتت مها الحديوي بدون أدنى منازع النجمة الصاعدة للغولف المغربي والعربي. فهذه البطلة الأكاديرية الواعدة ذات ال 25 ربيعا، لطالما حلمت بالمنافسة في إحدى المحطات العالمية للغولف، وهو الحلم الذي تحقق بانضمامها إلى فئة اللاعبات المحترفات في الدوري الأوروبي، تشق طريقها بثبات منذ مشاركتها في أول الدوريات، ومنها دوري دبي ، للمنافسة على لقب النواعم في "بطولة أوميغا دبي ليديز ماسترز" الذي يستقطب أسماء كبيرة في عالم الغولف النسائي. فقد دخلت مها عالم الغولف وهي في الثالثة عشر من عمرها، وكانت أولى خطواتها بمسالك غولف الشمش بأكادير حيث تلقت تكوينها. وقبلها وتحديدا في سنة 2001 كان لقاؤها خلال غذاء عائلي بالنادي مع المدرب جان ماري كازميركزاك الذي يرجع له الفضل في توجيه مسارها الرياضي بالنظر إلى خصاله التربوية وكفاءته التدريبية. واختارت مها مواصلة دراستها العليا بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو الاختيار الذي اعتبرته وجيها، ذلك أن الأعوام الأربعة التي أمضتها في جامعة لين بوكا راتون في فلوريدا ساهمت في صقل مهاراتها وموهبتها. فهي مارست رياضة الغولف في هذه الجامعة كعميدة فريق ليتم اختيارها في سنة 2007 أحسن لاعبة غولف ورياضة السنة من قبل جمعية مدربي الغولف الأمريكيين. وقبل سنتين حقق الغولف المغربي والعربي إنجازا غير مسبوق، وذلك بتأهل مها الحديوي لتخوض غمار منافسات الدوري الأوروبي للغولف سيدات، خلال الدوري المدرسي "للا عائشة" المنظم بمسالك غولف أملكيس بمراكش في إطار الدوري الأوروبي للغولف سيدات حيث تنافست مع نخبة من اللاعبات المرموقات، واستطاعت احتلال المرتبة العشرين بعد تحقيقها لثماني ضربات تحت المعدل المطلوب. وأنصفت الصحافة الرياضية الوطنية هذه اللاعبة المميزة باختيارها أفضل رياضية في المغرب لسنة 2013 اعتبارا للنتائج الملفتة التي سجلتها في عدد من الدوريات التي شاركت فيها ولاسيما حجزها بطاقة العبور للمشاركة في الدوري الأوروبي للاعبات الغولف المحترفات. ومع مطلع سنة 2014 أكدت ماها أنها تملك مفاتيح المنافسة على أعلى المستويات وأنها متفائلة بتقديم مستوى مشرف ومقارعة أعتى الممارسات وتحدي الظروف المناخية القاسية أحيانا ، والمنافسة الشرسة على بطاقات الولوج التي تخضع لمعايير انتقائية صارمة ، ناهيك عن شروط المشاركة في الدورين الأخيرين للدوري الأوروبي حيث يتم فقط اختيار 60 لاعبة من أصل 150 وتحدث أحيانا مفاجئات من العيار الثقيل بإخفاق لاعبات متميزات في تجاوز الدورين الأولين في بعض المسابقات. في مسار كل رياضي انتصارات وانكسارات. وهذا حال مها التي كانت مشاركتها في الدورة ال 20 لكأس صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم ،التي أقيمت في مارس الماضي بمسالك غولف المحيط بأكادير، مخيبة للآمال حيث توقف مشوارها عند الدور الثاني لتنهي ثاني مشاركة لها كمحترفة في هذا الحدث الرياضي العالمي في المركز 106 بمجموع 8 ضربات فوق المعدل. وفي بطولة إيفيان ودوري بريطانيا المفتوح ،وهما تظاهرتان تستقطبان نخبة من لاعبات الغولف في العالم خاصة من الولاياتالمتحدة وأستراليا وأوروبا لم تكن مها محظوظة خلال التصفيات التمهيدية إذ كانت في حاجة إلى نقطتين فقط لضمان التأهل . كما أنها لم تجتز بنجاح الأدوار الإقصائية لدوري الخطوط التركية المفتوح. لكن بعد هذه الكبوة جاءت الصحوة لتتألق في دوري ديلوات المفتوح بهولندا بحلولها في المركز 39 بتسجيلها خلال ثلاثة أيام من التباري 224 ضربة (75، 73، 76) متقدمة بالمناسبة على مجموعة من البطلات على غرار النرويجية ماريان سكابنود وصيفة بطلة كأس للامريم في دورة 2012. وبعد تسجيلها نتائج متوسطة في بعض الدوريات خاصة في سلوفاكيا وإيطاليا حققت مها الحديوي نتيجة مرضية في دوري ألمانيا المفتوح للسيدات باحتلالها المرتبة 66 على مجموع 150. ويبقى طموح مها ، المتوجة بذهبية الألعاب العربية في الدوحة، المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو عام 2016 والصعود لمنصة التتويج، فهي أمامها الوقت الكافي لصقل مؤهلاتها وتحسين مستواها والرفع من درجة جاهزيتها لتكون في الموعد وفي مستوى هذا الرهان. * و.م.ع