ستسعى القوة الهجومية لبايرن ميونخ لحصد اللقب السادس للنادي، في أهم بطولة للأندية الأوروبية أمام باريس سان جيرمان الذي تقوده الموهبة الفذة لنيمار وكيليان مبابي، ولكنه أثبت أيضا أنه أكبر من مجرد مجموعة من المواهب الفردية. وقال مدرب النادي الفرنسي توماس توخيل منذ أيام "إنهم لا يتحدثون فحسب، بل ينجزون"، في إشارة إلى نجمي الفريق نيمار ومبابي، اللذين أثبتا طيلة المرحلة النهائية من دوري أبطال أوروبا، المقامة في لشبونة، فعاليتهما الكبيرة في الهجوم، رفقة الأرجنتيني المخضرم أنخل دي ماريا. وقد تشكل الروح الهجومية المرتفعة للبايرن، مع دفاع في المقدمة دائما وميل هجومي من جانبي الملعب، خطورة كبيرة أمام سرعة نيمار ومبابي. ولكن من غير المرجح أن يقرر المدرب هانز فليك إدخال تغييرات عميقة على فريقه من أجل نهائي التشامبيانزليغ. وطالما عول فليك تكتيكيا على نفس الطريقة والتشكيل. وعلى المستوى الفردي، قد يلجأ إلى بنجامين بافار، الذي عاد إلى اللعب في نصف نهائي البطولة الأوروبية العريقة أمام ليون في الشوط الثاني، ما سيتيح له تحريك جوشوا كيميتش إلى وسط الملعب بحثا عن مزيد من الاستقرار بهذه المنطقة. وكان التشكيل المثالي لفليك يضم بافار ظهيرا وكيميتش بوسط الملعب، إلى أن تعرض اللاعب الفرنسي لإصابة في الكاحل قبل منافسات لشبونة. ومع ذلك، فإن بافار عائد من إصابة، والفريق الذي عول عليه فليك حسم بفعالية وقوة مواجهتيه في ربع ونصف النهائي. ورغم أن الفوز أمام ليون بثلاثية نظيفة خلف بعض جوانب القلق في الجانب الدفاعي، فإن فليك عادة لا يغير الفريق الفائز إلا إذا اضطر لذلك بسبب إصابات وغيابات. وتحوم بعض الشكوك حول قلب الدفاع جيروم بواتينغ، الذي تم استبداله في الاستراحة بين الشوطين أمام ليون ليحل محله نيكولاس زوله وذلك بسبب مشكلات عضلية. وفي خط الهجوم سيكون خيار التغيير المتاح الوحيد هو دخول كينجسلي كومان مكان إيفان بيريسيتش، إلا أن الأداء الجيد الذي قدمه اللاعب الكرواتي أمام برشلونة وليون سيجعل ذلك احتمالا بعيدا. وعقب الفوز الملحمي الذي حققه في مواجهة أتالانتا بدور الثمانية، استعرض باريس سان جيرمان روح القيادة لدى البرازيلي نيمار، على أساس التمريرات والمراوغات والتوق للتألق في الملعب، رغم أنه لم يفتح بعد حسابه التهديفي في منافسات لشبونة. ودون مبامبي ودي ماريا على أرض اللعب، عول توخيل على تشكيل 4-3-1-2، ومع وجود النجمين الفرنسي والأرجنتيني بين ال11 الأساسيين عاد المدرب الفرنسي إلى 4-3-3، الذي قد يتكرر اليوم الأحد، للتصدي لدفاع العملاق البافاري. وقد تواجه الفريقان ثماني مرات، جميعها في دوري أبطال أوروبا بين عامي 1994 و2017. وفاز البي إس جي في خمسة من هذه اللقاءات، وفي الثلاثة الأخرى تغلب البايرن. إنه سيناريو النهائي الأكثر توقعا والذي طال انتظاره، بين الفريق الأكثر تهديفا في النسخة الحالية من التشامبيانزليغ أمام كتيبة بي إس جي تلقت أقل عدد من الأهداف في البطولة، إذ لم تهتز شباكها سوى خمس مرات في 10 مباريات هذا الموسم. وستكون المباراة بمثابة مواجهة بين مدربين ألمانيين، توخيل أمام فليك. فكلاهما يخوض أول نهائي له في بطولة أوروبية، إلا أن فليك ذاق طعم الخسارة في نهائي بهذه المواصفات. فقد مني بالهزيمة حينما كان لاعبا في صفوف البايرن في نهائي كأس أوروبا أمام بورتو البرتغالي في عام 1987. وبوجود مانويل نوير وبواتينغ وديفيد ألابا وتوماس مولر، سيكون في التشكيل الأساسي المحتمل للبايرن أربعة لاعبين أساسيين من الفريق الذي فاز بدوري الأبطال في 2013. وقد يضاف إلى هذه الأسماء خابي مارتينيز الذي سيبدأ اللقاء من مقاعد البدلاء. التشكيل المحتمل للفريقين: باريس سان جيرمان: ريكو، وتيلو كيرير، وتياغو سيلفا، وكيمبيمبي، وبيرنات، وفيراتي، وماركينيوس، وهيريرا، ودي ماريا، ونيمار، ومبابي. بايرن ميونخ: نوير، وكيميش، وبواتينغ أو زوله، وألابا، وديفيس، وكوريتزكا، وتياغو، غنابري، ومولر، وبيريسيتش، وليفاندوفسكي. ملعب: دا لوز في لشبونة. الحكم: الإيطالي دانييلي أوساتو.