تأمل رابطة الدوري الألماني لكرة القدم أن تعطيها الحكومة الضوء الأخضر لاستئناف المنافسات في شهر ماي المقبل٬ إلا أن هناك جدالا قائما حيال توفير عدد كاف من الفحوصات لفحص اللاعبين بفيروس كورونا المستجد للحفاظ على سلامتهم. وتم تعليق منافسات كرة القدم في ألمانيا منذ منتصف شهر مارس الفائت وحتى الثلاثين من أبريل الحالي من أجل الحد من تفشي فيروس "كوفيد-19"٬ إلا أن رابطة الدوري الألماني (دي أف أل) التي تشرف على الدرجتين الأولى والثانية تأمل في استئناف المباريات أوائل الشهر المقبل. وإذا سمحت لها السلطات بذلك٬ قد تكون عجلة الدوري الألماني أولى من تعاود الدوران بين الدوريات الأوروبية الكبرى. وثمة أنباء عن إمكانية إقامة المباريات خلف أبواب موصدة بوجه الجماهير - ما يطلق عليها اسم "المباريات الشبح" في ألمانيا - حيث يُخضع كل ناد من الأندية ال36 في الدرجتين الأولى والثانية، لاعبيه٬ مدربيه وموظفيه لفحص "كوفيد-19" كل ثلاثة أو أربعة أيام. على إثرها٬ يخضع أولئك الذين تأتي نتائجهم إيجابية إلى العزل وليس الفريق بأكمله٬ في مسعى لإنهاء الموسم بحلول 30 يونيو. يعتبر هذا الموعد مهما جدا إذ من شأنه أن يضمن أرباحا بقيمة 300 مليون يورو (326 مليون دولار) من عقود البث التلفزيوني وحدها التي قد تنقذ بعض الأندية من الإفلاس وفق ما أفادت تقارير صحافية. إلا أن مخطط استئناف المنافسات الشهر المقبل سيحتم تأمين 20 ألف اختبار موزعة على 36 ناديا. وهناك مخاوف أن يضع فحص لاعبي كرة قدم ضغطا على النظام الصحي في ألمانيا التي سجلت 133830 إصابة و3868 حالة وفاة معلنة وفق الإحصاءات الصادرة الجمعة. وقال عالم الفيروسات أولف ديتمر في حديث مع صحيفة "رور ناشريشتن" إنه "لا يوجد لدينا عدد كاف لاختبارات كثيرة" في ألمانيا. وتابع "لا أعلم ما إذا من المبرر أخلاقيا أن تجري 20 ألف اختبار على أشخاص هم ليسوا عرضة ولا يعانون من أعراض". - "سخرية مطلقة" -من جهة أخرى٬ اعتبر مسؤول رفيع في مختبر "أكريديتيد لابوراتوريز إن ميديسين" (اي أل أم) الذي يتخذ من العاصمة برلين مقرا له٬ والذي يشرف على 200 مختبرا في البلاد٬ أن بإمكانهم التعامل مع الطلب الفائض للاختبارات. إلا أن الطبيب ايفانغيلوس كوتسوبولوس عضو مجلس الإدارة في "اي أل أم" يقول في تصريحات لصحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار "حتى ولو أجرت الأندية ال36 اختبارات لموظفيها كل يومين لما بين 40 الى 50 شخصا٬ ستكون النسبة أقل من نصف بالمئة من نسبة قدرات الاختبارات". وتابع "لا يمكنني أن أتخيل أيضا أن نية الأندية هي استخدام تلك الاختبارات التي ستكون ضرورية طبيا لأشخاص آخرين". ووفقا لبيلد٬ تشير أرقام مختبر "أي ال ام" الذي حصل عليها من بيانات 107 مختبرات أن ألمانيا رفعت عدد فحوصاتها اليومية إلى 110 آلاف ليصبح المجموع 550 ألف اختبار أسبوعيا. ومع ذلك٬ هناك مخاوف حيال جودة بعض الفحوصات. إذ ذكرت مجلة "شبيغل" الجمعة أن 30 شخصا من لاعبين وموظفين في نادي آينتراخت فرانكفورت خضعوا لنوعين من الفحوصات في الوقت ذاته بعد إصابة لاعبَين ومدربَين٬ واختلفت النتائج في ربع العينات من بين سبع حالات. وهناك أصوات في كرة القدم الألمانية التي تتساءل عن كيفية عودة المنافسات في ظل تواجد الوباء. إذ ذكرت "فرانشزينين دويتشلاد" إحدى مجموعات المشجعين في بيان الخميس "استئناف وشيك للموسم سيكون سخرية مطلقة تجاه المجتمع. كرة القدم المحترفة مريضة منذ وقت طويل ويجب أن تبقى في العزل". فيما حذر مدافع بايرن ميونيخ نيكلاس زوله في مقابلة الخميس لوكالة "سيد" الرياضية الألمانية المرتبطة بفرانس برس، من المسارعة في العودة إلى الملاعب معتبرا "ثمة العديد من الأمور الأكثر أهمية من كرة القدم حاليا".