تملأ شوارع وجدران مدينة "ساوباولو" البارازيلية؛ كتابات يدوية وفق أشكال وخطوط معينة، يوحي بعضها بكلمات ومعاني، فيما بعضها الآخر يدل على معاني تخص أصحابها. وفي جولة لمراسل الأناضول في المدينة، شاهد كتابات مكثفة خطت بعبوات دهان بخاخة، في مختلف أرجاء المدينة، ومنها مواقف الباصات والمباني السكنية والتجارية، وتحت الجسور وفي كل مكان يمكن أن تصل يد الكاتب إليه. وحسب المعلومات التي حصل عليها مراسل الأناضول، فإن عادة الكتابة على الجدران هذه قديمة ومنتشرة بشكل كبير في المدينة، وتتضمن أسماء معينة، حيث تقرأ بعض الحروف بوضوح، فيما اللغة المستخدمة هي اللغة الرسمية للبرازيل "البرتغالية". وأضافت المعلومات أنه ربما يكتب الشخص اسم الفريق الذي يشجعه، أو اسم مطربه المفضل، أو اسم العشيق أو العشيقة، فضلاً عن أسماء أشخاص معينين تخص الكاتب. كما يحاول البعض - ممن يقوم بالكتابة - بابتكار طرق معينة لخطوط جديدة لكتابة الكلمات، في محاولة منهم لتسجيلها باسمهم، إلا أنها تجعل من الصعوبة قراءتها، لتصبح مبهمة وغير واضحة إلا من قبل كاتبها. من ناحية أخرى؛ تضيف المعلومات أن السلطات المختصة لديها صلاحية اعتقال الشخص الذي يقوم بعملية الكتابة على الممتلكات العامة والخاصة حال ضبطه متلبساً بالكتابة، خصوصاً وأن هذا التصرف قد يسيء لسمعة البلاد. وبالتوازي مع ما سبق، من الممكن أن يوافق صاحب المبنى أو البيت على ظهور الكتابات على مبناه، حتى لو كان مطلياً حديثاً، على اعتبار أن هذه الكتابات باتت جزءاً من المدينة واعتاد الناس عليها. ونفت المعلومات أن يكون لهذه الكتابات أي علاقة بالتظاهرات - التي تشهدها البلاد ضد السياسات الحكومية المتعلقة بالصرف في كأس العالم العشرين التي تستضيفها حالياً - على اعتبار أن البلاد تعاني من أزمات في قطاعات الصحة والتأمين والمواصلات، في حين قدرت تكاليف البطولة بنحو 14 مليار دولار. وتعتبر مدينة ساوباولو من أكبر مدن البرازيل بأكثر من 11 مليون نسمة، ومركزها المالي والتجاري، وتقع جنوب شرق البلاد، وتعد أكبر مدينة في أمريكاالجنوبية من حيث السكان، ورابع أكبر مدن العالم، ويعني اسم المدينة باللغة البرتغالية "القديس بولس". * الأناضول