في ظل الغليان الذي بات يعيشه فريق حسنية أكادير لكرة القدم، منذ بداية الأسبوع الماضي، بعد إقالة المدرب ميغيل غاموندي، ظهر اسم الكاتبة الإدارية للفريق على الواجهة وبات محور حديث الصغار، قبل الكبار، بعاصمة سوس والمغرب عموما، على اعتبار ربط اسمها بالسبب المباشر لرحيل غاموندي. وصبت جماهير الحسنية جام غضبها على "الكاتبة لمياء" وصار مطلب رحيلها من أبرز المطالب التي رفعها الأنصار في وقفاتهم الاحتجاجية، قبل أن تغزو عبارة (lamia dégage) جدران الأحياء والشوارع بأكادير، مطالبة برحيل فوري للمرأة الحديدية التي قضت 15 سنة داخل إدارة الحسنية. وعادت "هسبورت" للنبش في مسار الكاتبة المثيرة للجدل داخل إدارة الحسنية، حيث تعود بداية مسارها داخل الفريق "السوسي" إلى سنة 2004، بعدما انتقلت من العمل بشركة خاصة إلى إدارة الحسنية في عهد الرئيس السابق عبد السلام بلقشور، وشغلت مهامها ككاتبة بإدارة الفريق الذي مازالت تشغله إلى الآن، لكن بصلاحيات واسعة تتجاوز كل الصلاحيات. وجاورت "الكاتبة لمياء" العديد من الرؤساء والمسيرين والمدربين واللاعبين داخل الحسنية، بداية بعبد السلام بلقشور، ولحسن بيجديكن ثم عبد الله أبو القاسم، وصولا للحبيب سيدينو، حيث بلغ تأثيرها في تسيير الفريق وبسط تحكمها إلى أقصى الدرجات في فترة هذا الأخير لأسباب مختلفة. وظلت قضية التفريط في موهبة حميد أحداد ووليد أزارو صيف 2015 بسبب سوء التعامل من كاتبة الفريق مع اللاعبين أثناء التفاوض والعرض المالي الهزيل المقدم لهما، أبرز القضايا العالقة في أذهان جماهير الحسنية، والتي جرت عليها انتقادات لاذعة آنذاك، وفضحت الأدوار الكبيرة التي تناط لها داخل الفريق. وباستمرار بسط المرأة المذكورة "تحكمها" في كل صغيرة وكبيرة بالفريق، حاول ميغيل غاموندي استغلال تحقيقه لنتائج إيجابية وكسبه رضا الأنصار، قصد وضع الحد لبعض تجاوزاتها ومواجهتها وجها لوجه لتخليص الحسنية من قبضتها بعد أن فشل في ذلك الكثيرون قبله، الشيء الذي نجح فيه نسبيا بعد إبعادها قبل نهاية الموسم الماضي من مقر الفريق لتكتفي بالاشتغال من منزلها. ومع بداية هذا الموسم، وجد الحبيب سيدينو نفسه في موقف محرج يتمثل في توقف إعداد التقرير المالي تحضيرا لعقد الجمع العام على معطيات وتفاصيل لحسابات تحتفظ بها الكاتبة المذكورة، الشيء الذي فرض إرجاعها لمقر الفريق لتبدأ مجددا اصطدماتها مع المدرب قبل أن تصل حد الانفجار خلال مقام الفريق بمراكش في نصف نهائي كأس العرش ووجدة في نهائي الكأس. وتختلف أسباب تمسك الحبيب سيدينو ورفاقه بالكاتبة المذكورة، منها ما هو متعلق باحتكارها القيام بكل المهمات لسنوات وتوقف إنجاز العديد من الأوراش وتقدمها عليها، فيما يلخص العديد من المقربين من بيت الحسنية السبب في كونها تستمد قوتها من أحد الأعضاء البارزين داخل المكتب المسير للفريق، إضافة إلى معرفتها الدقيقة بكل تفاصيل ملفات الحسنية منذ سنوات، ما أفقد المسيرين شجاعة اتخاذ قرار الإبعاد في حقها، وبالتالي تمت التضحية بميغيل غاموندي.