بعد عام من التعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي أقصى يوفنتوس من دوري الأبطال الأوروبي 2017-2018 بأربعة أهداف صاروخية وهو يدافع عن قميص ريال مدريد، عزز الفريق الإيطالي صفوفه أمس الخميس، بضم الهولندي الصاعد ماتيس دي ليخت الذي تسبب هو الآخر في إقصاء "السيدة العجوز" من النسخة الأخيرة من البطولة الأوروبية. وبعد منافسة شرسة مع برشلونةوباريس سان جيرمان، تمكن اليوفي من الظفر بخدمات قائد أياكس أمستردام البالغ من العمر 19 عاما مقابل 85.5 مليون يورو بعقد يمتد حتى 2024. وراهن فريق "السيدة العجوز" الذي عول هذا العام على تغيير جذري في أسلوب اللعب بالتعاقد مع المدرب ماروريسيو ساري لكرة قدم أكثر فنية وهجومية، على دي ليخت من أجل تعزيز دفاع الفريق وإضفاء لمسة شبابية عليه سعيا لتحقيق لقب التشامبيونز ليغ الذي لطالما استعصى على البيانكونيري. ويعد دي ليخت واحدا من اللاعبين الأكثر تقديرا من جانب كريستيانو رونالدو الذي التقى بالمدافع الشاب في مواجهة البرتغال وهولندا في نهائي دوري الأمم الأوروبية، حيث اقترح نجم ريال مدريد السابق على قائد أياكس الانضمام لليوفي. وهو ما تحقق بالفعل الخميس حين وصل دي ليخت لتورينو حيث قوبل بنفس الترحيب الذي حصل عليه كريستيانو من جانب جماهير يوفنتوس، رغم أن كليهما حرما اليوفي من الوصول للقب التشامبيونز ليغ خلال الموسمين الأخيرين. ففي 16 أبريل الماضي، قفز قلب الدفاع الهولندي لأرض أليانز ستاديوم في تورينو بشارة قيادة أياكس في إياب ربع نهائي دوري الأبطال الأوروبي، بعدما انتهت مباراة الذهاب على ملعب يوهان كرويف بالتعادل (1-1). وفي لقاء الإياب، تقدم اليوفي الذي كان قد قلب للتو تأخره أمام أتلتيكو مدريد ذهابا (2-0) في ثمن النهائي لانتصار ملحمي في مباراة العودة بثلاثية من توقيع كريستيانو نفسه، بهدف سجله النجم البرتغالي أيضا. وعلى الرغم من ذلك، تمكن أياكس من إدراك التعادل عبر دوني فان دي بيك قبل أن يحسم ديل ليخت بنفسه فوز أياكس (2-1) ليقصى يوفنتوس ويقود فريقه لنصف نهائي البطولة الأوروبية. وبذلك، منح قائد أياكس فوزا تاريخيا لفريقه في تورينو وعمق جراح اليوفي الذي صار له 23 عاما يعجز عن الوصول للقمة الأوروبية في فترة بلغ فيها نهائي التشامبيونز ليج خمس مرات دون أن تطل يده الكأس ذات الأذنين (1997 و1998 و2003 و2015 و2017). وبعد ثلاثة أشهر من تلك الليلة، توصل اليوفي لاتفاق مع أياكس للتعاقد مع قائده الشاب في صفقة تشابهت كثيرا مع ظروف استقدام كريستيانو الذي دفع نادي السيدة العجوز من أجله 112 مليون يورو لريال مدريد. وكانت هذه صفقة قياسية في تاريخ اليوفي الذي لم يسبق ودفع مثل هذا المبلغ للتعاقد مع لاعب ولم يمنح من قبل راتبا سنويا لعنصر بالفريق يصل إلى 31 مليون يورو صافي عن كل موسم. وكما حدث مع دي ليخت هذا العام، جاءت صفقة كريستيانو آنذاك بعدما تسبب في إقصاء يوفنتوس من التشامبيونز ليج في النسخة السابقة من البطولة حين سجل الدون أربعة أهداف ذهابا وإيابا في ربع النهائي، أحدها من مقصية استعرض بها الدولي البرتغالي مهاراته في معقل اليوفي الذي لم تترد جماهيره في التصفيق لهذا الهدف رغم أنه كان في مرماها وعلى أرضها. والآن يعيد التاريخ نفسه بالتعاقد مع دي ليخت الذي سيرتدي الآن قميص البيانكونيري إلى جانب كريستيانو في موسم شهد أيضا عودة حارس اليوفي الأسطوري جيانوليجي بوفون الذي قضى الموسم الماضي مع باريس سان جيرمان. وفي وجود كل هؤلاء النجوم الموسم المقبل سيبدأ اليوفي معركة جديدة للوصول لحلم التتويج بلقب التشامبيونز ليج الذي تمنّع كثيرا على الفريق الإيطالي.