سيطر الخروج المدوي للفريق الوطني المغربي من ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا الجارية حاليا بمصر أمام منتخب بنين، بشكل غير منتظر، على المشهد الرياضي المغربي، خاصة وأن الآمال كانت كبيرة لتحقيق إنجاز تاريخي في هذه النسخة من "الكان"، وهو ما وجه سهام الانتقاد إلى المسؤولين عن هذا الإقصاء، وأبرزهم الطاقم التقني وجامعة كرة القدم. "هسبورت" أجرت حوار مع حمزة حجوي، عضو المكتب المديري للجامعة والنائب الأول للرئيس فوزي لقجع، لكشف تفاصيل هذا الإخفاق، وتحديد المسؤوليات، وكذا التطرق لنوع القرارات المرتقب اتخاذها خلال الأيام القليلة المقبلة. ما تقييمك لمشاركة المنتخب في "الكان".. هل كان هناك تقصير أم أن الخروج "طفرة" أو حالة شاذة؟ بدون أي أدنى شك فإن حصيلة المنتخب الوطني المغربي في كأس الأمم الإفريقية لم تُلب طُموحات الجميع، لأنه كان منتظرا أن يصل إلى المُربع الذهبي على الأقل. خلال الدور الأول كانت حصيلته جيدة بعد النجاح في تحقيق تسع نقاط من خلال الانتصار في جميع المُباريات، إضافة إلى الوجه الرائع والأداء المُشرف في مُباراة الكوت ديفوار. المنتخب الوطني سيطر في مُباراته أمام البنين في ثمن النهائي لكن ركلات الترجيح حكمت علينا بالخروج، فضلا على ذلك، فإن مسار "الأسود" في الإقصائيات كان جيدا بعد تحقيق التأهل في الجولة الخامسة من التصفيات. أظن أن غياب التوفيق وخاصة في مباراة البنين تسبب لنا في الخروج من "الكان". بصفتك النائب الأول لرئيس الجامعة فوزي لقجع، هل كنت راض عن كيفية تسيير الفريق الوطني خلال السنوات الأخيرة؟ إذا ما استثنينا المشاركة الأخيرة في كأس الأمم الإفريقية على المستوى التقني، لا يمكننا أن نتناسى ما قدمته النخبة الوطنية في السنوات الأخيرة، إذ نجحنا في الوصول إلى ربع نهائي "الكان" سنة 2017، كما حققنا التأهل إلى كأس العالم بعد غياب دام 20 سنة؛ المستويات التي قدمها "الأسود" كانت ممتعة ومشرفة، وقد شهدت على ذلك وسائل الإعلام الوطنية وكذلك العالمية. وفيما يخص الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فقد قامت بتوفير جميع الإمكانيات الممكنة للمنتخب الوطني في السنوات الأخيرة، خاصة على المستوى اللوجيستيكي. وفي هذا الصدد فقد سهرت الهيئة المسيرة على تسيير كل الجوانب المحيطة بالمنتخب الوطني بطريقة احترافية يمكن مقارنتها بأكبر المنتخبات العالمية. من يتحمل مسؤولية الإقصاء؟ وكيف يمكننا أن نربط المسؤولية بالمحاسبة في هذه الحالة؟ يُمكنني القول أن جميع الأطراف تتحمل مسؤولية هذا الإخفاق: الطاقم التقني، اللاعبون والجامعة، مع اختلاف درجة المسؤولية لدى كُل طرف.. أؤكد لكم أن الجامعة وفرت جميع الظروف والإمكانيات المُمكنة للمنتخب قصد إنجاح هذه المشاركة وتحقيق نتائج مشرفه خلال المشاركة في "الكان"، إذ تم تأمين الإقامة في مؤسسة فندقية كبيرة تضم جميع المرافق الضرورية للتدرب والاستشفاء في أحسن الظروف، وهذا ما أقرت به الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. بالمقابل كان اللاعبون والطاقم التدريبي يعلمون جيدا حجم المسؤولية المُلقاة على عاتقهم، ولا أخفيكم سرا أنهم كانوا يُريدون إدخال الفرحة على قُلوب المغاربة، لكن لكرة القدم أحكامها. هل رونار مستمر مع المنتخب؟ وما موقف الجامعة.. هل هي مع بقاء المدرب؟ بحُكم أنه المُدرب، الكُل يضعه في الصف الأول من مسؤولية تحمل هذا الإخفاق، لأن جميع الاختيارات وكذلك الأمور التقنية والتكتيكية تقع على عاتقه، لكن من المُبكر إطلاق أحكام مطلقة.. سيقوم المكتب المُديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بعقد اجتماع، برئاسة السيد الرئيس فوزي لقجع، في أقرب وقت ممكن، لوضع تقرير مفصل حول مُشاركة المنتخب في كأس الأمم الإفريقية بغية اتخاذ القرارات المناسبة. يعتزم لقجع إحداث ثورة في إدارة الجامعة والمنتخب، هل يُمكنك أن تُقربنا من تفاصيل هذه التغييرات المرتقبة؟ كل شيء في أوانه وطبيعة الحياة تتطلب أحيانا اتخاذ قرارات قد تكون مؤلمة، لكن الظرفية تتطلب ذلك كما هو معروف في العالم. ما هي الأخطاء الإستراتيجية التي ارتكبتها الجامعة في تعاطيها مع الفريق الوطني الأول؟ كما قلت سلفا، الأدوار متداخلة فيما يتعلق بالنتائج المحصل عليها، لكن من غير المنطقي هدم كل العمل والجهد الذي قامت به الجامعة للنهوض بالمنتخب الوطني الأول والكرة الوطنية، فمثلا قبل سنة من الآن، كان الجميع سعيدا بتواجد المنتخب الوطني في "المونديال"، والآن نُريد أن نغض الطرف عن هذه الأمور. ما هو مؤكد وضروري القيام به هو نقد ذاتي بعد الوقوف على التقرير الكامل لهذه المشاركة الأخيرة للأسود في "الكان". أليس للجامعة دور رفقة الإدارة التقنية الوطنية لفرض "كوطة" اللاعب المحلي في المنتخب؟ لا يحق لأي جامعة التدخل لفرض أمر من هذا القبيل على الناخب الوطني أو التدخل في اختياراته، ينحصر دور الجامعة في هذا الجانب في توفير الأمور اللوجيستيكية لمساعدة الناخب الوطني في إنجاح مهامه. لا يوجد أي ناخب يوافق على التدخل في مهامه. ما هي الإجراءات الواجب اتخاذها حاليا؟ كما سبق وذكرت، يجب العمل بشكل جماعي على وضع خلاصات في الاجتماع المقبل للمكتب المديري، قصد اتخاذ القرارات المناسبة للمساعدة والمساهمة بشكل سليم في توفير مستقبل جيد للمنتخب الوطني.