بعد الانتصارات والمكاسب الديبلوماسية الكبيرة التي حققها المغرب على صعيد تعزيز وحدته الترابية وتكريس سيادته على أقاليمه الجنوبية، دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الدول الإفريقية إلى "مضاعفة الجهود لدعم أطروحة البوليساريو". تبون أعرب فمؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأوغندي يوري موسيفيني، الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر، عن "تقديره" لما وصفه ب"الموقف الثابت" لأوغندا في مناصرة أطروحة البوليساريو فيما يتعلق بالنزاع الإقليمي حول الصحراء، وقال إن بلاده مرتاحة لتطابق وجهات النظر بين الجزائر وأوغندا حيال هذا النزاع. وأضاف الرئيس الجزائري أنه يحث بهذه المناسبة، القادة الأفارقة على "مضاعفة الجهود الجماعية لحشد مزيد من الدعم السياسي والمادي للبوليساريو"، على حد تعبيره. وتسعى الجزائر منذ وصول تبون إلى السلطة، إلى تكثيف تحركاتها الديبلوماسية في القارة الإفريقية، وذلك بعد الانتصارات الديبلوماسية الكبيرة التي حققها المغرب منذ عودته للاتحاد الإفريقي، حيث بلغت الدول الإفريقية التي افتتحت قنصليات وتمثيليات ديبلوماسية بالأقاليم الجنوبية أكثر من 26 دولة إفريقية من مختلف مناطق القارة السمراء، وذلك في تجسيد واضح للدعم الإفريقي لمغربية الصحراء، وهو الدعم الذي بات يهدد مقعد البوليساريو بالاتحاد الإفريقي. وتحاول الجزائر من خلال هذه التحركات الديبلوماسية إلى إقناع الأفارقة بتبني رؤيتها الخاصة بنزاع الصحراء، ودفع الاتحاد الأفريقي للعب دور فاعل في جهود البحث عن حل له، بما يتماشى وأطروحتها الداعمة للبوليساريو، وهي المحاولات التي تصطدم بحرص الدول الإفريقية، على النأي بالمنظمة القارية عن هذا النزاع، والاقتصار على دعم جهود الأممالمتحدة وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، الرامية إلى إيجاد حل مستدام ومقبول من جميع الأطراف، وهو الموقف الذي تم التأكيد عليه في قمة نواكشوط سنة 2018، الذي شدد على حصرية دور الأممالمتحدة في معالجة نزاع الصحراء، وعلى أن دور الاتحاد الأفريقي يقتصر على دعم جهود المنظمة الأممية لإيجاد حل سياسي متوافق بشأنه لهذا النزاع الإقليمي.