يعيش الفريق البرلماني لحزب الاستقلال بمجلس النواب، على وقع انقسام داخلي، بسبب تحول خطابه من دعم الأغلبية إلى الهجوم على وزراء الحكومة، خصوصا بعد تمرير نواب الميزان لرسائل سياسية ضد حليفهم في الحكومة (حزب التجمع الوطني للأحرار). وحسب مصادر برلمانية ل"كود"، فإن إثارة موضوع المحروقات والهجوم على وزيرة الانتقال الطاقي ليلى بنعلي المنتمية لحزب الأحرار، في جلسة الأسئلة الشفوية، تسبب في احتجاج حزب رئيس الحكومة خصوصا وأن النيران لم تأتي من المعارضة بل من حليف حكومي. الفريق الاستقلالي مصر يجبد أزمة لاسامير، ويربطها بملف هوامش الربح الكبيرة لي استفدت منها شركات المحروقات بعد عملية تحرير سوق المحروقات، بحيث الاسبوع الماضي جبد مصفاة لاسامير وتساءل كيفاش تلغا قرار قضائي يتعلق بكراء خزانات لاسامير فظروف غير مفهومة بحكم استئنافي فاجأ الجميع. وتعالت أصوات داخل حزب الاستقلال بضرورة استغلال صهاريج شركة "لاسامير"، في ظل رفض الحكومة في وقت سابق تنفيذ الحكم قضائي يقضي باستغلال صهاريج البترول، قبل ان يتفاجأ الجميع بحكم قضائي جديد يقضي بإلغاء قرار كراء الصهاريج. هذا الوضع لم يعجب قيادة الأحرار، خصوصا وأن نزار بركة الأمين العام للحزب لا يزال مترددا في التدخل لوقف هجوم الفريق الاستقلالي على حليفه في الحكومة. ويلاحظ بشكل جلي، انسجام التحالف الثلاثي داخل مجلس المستشارين عكس مجلس النواب، وهو ما يثير مخاوف من عودة "البلوكاج" في تمرير عدد من مشاريع القوانين. وتقول مصادر "كود" إن إثارة مسألة المحروقات ليست سوى النقطة التي أفاضت الكأس، إذ لا يزال الخلاف مستمرا داخل الفريق الاستقلالي حول تدبير عدد من المناصب داخل البرلمان (محاسب المجلس مثلا، وتوزيع الشعب، وكعكة رئاسة اللجن..).