مع دخول الحملة الوطنية للتلقيح ضد (كوفيد 19) أسبوعها الثاني، واستفادة مئات الآلاف من هذه العملية، تباينت المواقف حول الوتيرة التي تسير بها. ففيما فريق يرى بأنها تتسم بالبطء، يرى آخر بأنها انطلقت بشكل جيد وتتسارع بشكل متدرج. ومن بين من يتبنون هذا الموقف علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، الذي قال، في تصريح ل «كود»، «العملية بدات مزيان بزاف رغم التعثرات التي سجلت قبل تسلم الدفعات الأولى للقاح»، وزاد موضحا «كانت هناك وعود كبيرة من قبل الحكومة بأن الشحنات غادي توصل ل 65 مليون جرعة.. وهادشي خلق اعتقاد لدى المواطنين بأنها غادي تكون واجدة شحال هادي وغادي يبدا التلقيح.. قبل ما يتفاجأ الجميع بتأخر الدفعات المنتظرة.. ووقوع ذلك التعثر الذي جرى تجاوزه بتدخلات من الجهات العليا مكنت من الحصول على الدفعة الأولى من لقاح «أسترازينيكا» والمحددة في 2 مليون جرعة و500 ألف من (سينوفارم)». وأرجع لطفي الفضل في هذه البداية «الجيدة جدا»، على حد وصفه، إلى «استراتيجية الإعداد التي انطلقت قبل فترة طويلة من هذا الموعد بتحضير، بشكل استباقي، للعملية عبر تهييء سلسلة التبريد والمراكز الصحية والفرق الطبية والتمريضية التي خضعت لتمارين محاكاة، ما جعلها تكون على استعداد تام على بعد 20 يوما من وصول الجرعات»، مبرزا أن «هذه الخطوات الاستباقية جعلت العملية تنطلق بسلاسة بمجرد تسلم اللقاح». لطفي تحدث أيضا، عن عامل آخر لعب دورا أساسيا في تسجيل هذه الوتيرة، وهو أن العملية تدبر بشكل مركزي من طرف وزارة الداخلية، مشيرا إلى أن ذلك أسهم في إغلاق باب التلاعب في الحملة، والتي رغم كل ما يبذل لضمان سلامتها، شابتها تجاوزات، كما حدث على سبيل المثال في تازة. وأضاف «لو لم تكن وزارة الداخلية هي التي تدبر هذه العملية، أعتقد أنها كانت ستطالها تجاوزات أكثر. ولحد الآن، كما تابعنا جميعا، فإن التدخلات المسجلة للحصول على اللقاح من طرف فئات لا تتوفر فيها شروط الاستفادة كانت قليلة جدا». وبشأن الظروف التي تمر فيها الحملة، ذكر أن الأعراض الجانبية المعلن عنها لحد الآن عادية جدا، إذ لم تسجل وزارة الصحة أي خطورة في ما يتعلق بالتلقيح سواء ب (أسترازينيكا) أو (سينوفارم). لكن، ورغم كل هذه المعطيات المطمئنة، فإن علي لطفي لم يخف بأن لديه تخوف بخصوص هذه العملية، ويتمثل في عدم الحصول على باقي الجرعات في الوقت المطلوب. وقال، في هذا الإطار، «تخوفي هو عدم وصول الدفعة الثانية الضرورية في الوقت المنتظر لاستكمال الحملة، خاصة في ظل ما تابعناه من الشكاوى المتواصلة في أوروبا من عدم استجابة المختبرات لطلباتها نظرا للضغط عليها». وأضاف «ما نخشاه هو آن يتوقف توصل المغرب بباقي الدفعات وفق البرنامج الزمني المتوقع. فالمملكة مطالبة بالعمل على توفير باقي الكمية المطلوبة على دفعات باش العملية تستمر. لأن توقفها سيشكل خطورة على الحملة برمتها لأنه إذا لم يتم تلقيح 80 في المائة من المغاربة المستهدفين، والبالغ عددهم 30 مليون، في الفترة الزمنية المبرمجة راه غادي نكونوا خسرنا هاد العملية وبحال، كما يقال، إلى كبينا الما فالرملة». وزاد مفسرا «من الضرورة أن لا تتعثر العملية. فإذا لقحنا حاليا مليوني شخص وتوقفنا لفترة طويلة، بمعني أن مكسب تلقيح 2 المليون شخص ضاع»، مبرزا أن «تأمين العملية كاملة يستوجب أن تتواصل الحملة إلى نهايتها وتحقق أهدافها في المدة الزمنية المرسومة لها».