زكريا بن الصحراوي، شاب خاض مغامرة الهجرة، دار ليپالم و لبس اللبسة وغاص في أعماق البحر على أمل الوصول إلى البر الاسباني، وفي البر الآخر لا تزال أم مكلومة تنتظر مكالمة ابنها منذ سنتين. هكذا لخصت صحيفة ال فارو الاسبانية، معاناة أسرة زكريا المنحدر من مدينة المحمدية، والتي تنتظر منذ سنتين أي خبر كيفما كان عن ابنهم الذي اختار مثل آلاف المغاربة أن يعبر البحر كيفما كانت النتيجة، او كما يقال "ذبحة ولا ربحة"، ولا أحد يعرف اي النتيجتين رافقت زكريا. تقول الصحيفة ان اخوته صاروا يتابعون أخبار الحراكَة، وتقفز قلوبهم حين يتم اخراج جثة ببذلة غوص، وصاروا يحافظون على هواتفهم كأنها كنز غالي، لأنها قد تحمل مكالمة من الغالي الذي خرج في 2018، ولم يعد بعد. هم يعلمون أن أول شيء يفعله الحراكَ بعد وصوله هو الاتصال بأهله لطمأنتهم، لكنهم يمنون النفس أن هناك مانع من اتصاله. كانت هاته واحدة فقط من قصص المئات من الآباء والأمهات اللواتي يحترقن لمعرفة مصير فلذات أكبادهن.