يبدو أن حكاية الوداد مع «السطر الأخير» هذا الموسم لم تنتهي بعد. فبعدما كتب لحد الآن اثنين بحبر أخضر، بقلب الرجاء الطاولة على الأحمر في مسابقتين بإخراجه من كأس العرب بريمونتادا تاريخية خلدت في سجل المواجهات بين الفريقين، قبل أن يحرمه من لقب البطولة بهدف في آخر دقيقة من عمر الدوري المغربي للمحترفين لهذا الموسم من أقدام اللاعب المميز عبد الإله الحافيظي، بدأت تلوح فوق سماء القلعة الحمراء مؤشرات كتابة سطر آخر أخير. وإذا صح توقع المثل الشعبي القائل «الثالثة ثابثة»، والذي يقال بأنه مأخوذ عن حكاية إنجليزية عسكرية للتحذير، فإن السطر هذه المرة قد تكلف قراءته سعيد الناصيري كرسي رئاسة النادي، بعدما استنزف جميع الفرص التي منحته إياها جماهير النادي.. وهذا ما قد يكون ومن عجائب الصدف أنه يمكن أن يكتب في مصر، حيث هذا المثل الأكثر ترديدا. وما يؤشر على حجم الحملة التي أطلقت على رئيس الأحمر في مواقع التواصل الاجتماعي، في الساعات الماضية. فبمجرد إطلاق الحكم صافرة نهاية اللقاء الذي جمع الوداد والأهلي المصري، أمس السبت، بالمركب الرياضي محمد الخامس، برسم ذهاب نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، والتي انتهت بخسارة تركيبة المدرب أنخيل غاموندي بهدفين نظفين، ارتفعت أصوات الجماهير مطالبة برأس سعيد الناصيري. واعتبرت تدوينات أنصار الأحمر أن الرئيس هو المسؤول الأول عن اتجاه الفريق إلى حصد 0 لقب هذا الموسم، بعدما بات قريبا من خسارة الأميرة السمراء، لصعوبة تجاوزه فارق الهدفين في لقاء الإياب أمام خصم يحسب له ألف حساب في القارة الإفريقية، خصوصا في ظل المستوي الضعيف جدا الذي ظهر به الوداد في «دونور». وذهبت هذه التدوينات إلى أن التسيير العشوائي للناصيري و«الميركاتو الهاوي» الذي أقدم عليه وسط الموسم، والذي أغرق من خلاله النادي بأسماء لا تستحق حمل قميص بحجم الوداد. وأشارت إلى أن«وقت المحاسبة جا»، منادية برحيل الناصيري»، الذي أكدته بأنه «ريب الفرقة». وليست هذه هي المرة الأولى التي ترفع فيها جماهير الوداد هذا الشعار خلال هذا الموسم. فقد سبق لها عدة مرات أن طالبت رئيس الفريق «يحط السوارت ويمشي بحالو»، قبل أن تعود لمنحه في كل مرة فرصة جديدة، خصوصا عندما يلجأ إلى لعب ورقة الانتدابات وتغيير المدربين لإطفاء الغضب المتصاعد تجاه طريقته في التسيير. وأمام تكرار هذا المشهد، يبقى الترقب هو عنوان المرحلة المقبلة في العلاقة بين الناصيري وجماهير النادي. فهل ينجح في التصالح مع الجماهير أن ما ضربة الأهلي موجعة ستدفع به إلى المغادرة عبر الباب الخلفي للقلعة الحمراء ويكون الرحيل هذه المردة ثابتا؟ الجواب يصعب التكهن به، لكن الأكيد أن الأحمر تنتظره أيام عاصفة لا أحد يعرف إلى متى ستستمر ومن سترمي به بعيدا عن مركب بنجلون، سواء من اللاعبين أو إداري وتقنيي النادي. غير أن ما يأمله عشاق الساحرة المستديرة هو أن ينبعث الأحمر من جديد ويعود لتوهجه لتمثيل الكرة الوطنية أحسن تمثيل في مختلف المنافسات.