كشفت مصادر نقابية بقطاع التعليم، أن عددا كبيرة من الأساتذة الذين شاركوا في عملية حراسة امتحانات الباكالوريا، وضبطوا حالات غش، تلقوا اتصالات هاتفية من مصالح بعض الأكاديميات، وخاصة بأكاديمية الرباط، من أجل التراجع عن توقيع المحاضر، وإعادة تصحيح أوراق الامتحانات التي نشرت الوزارة نتائجها أمس الثلاثاء. وقالت المصادر التي تحدثت لكَود، إن هؤلاء الأساتذة حرروا محاضر ضبط في حالة غش لعدد كبير من التلاميذ، وفق ما تقتضيه القوانين الجاري بها العمل، غير أنهم تفاجؤوا الأسبوع الماضي، بمكالمات هاتفية تدعوهم للالتحاق بمراكز التصحيح للتراجع عن توقيعهم على محاضر الغش، وإعادة تصحيح أوراق الامتحانات من جديد. وتم تبرير العملية وفق المصادر نفسها، بكون التلاميذ اجتازوا الامتحانات في ظروف صعبة واستثنائية، وأن معاقبة من ضبطوا في حالة غش، قد يزيد من تفاقم وضعيتهم النفسية. وكانت وزارة التربية الوطنية قد أعلنت أن نسبة النجاح في الباكالوريا لسنة 2020، بلغت 63.31 في المائة، مشيرة إلى أن أكاديمة الرباطسلاالقنيطرة سجلت نجاح 71.27 في المائة من الممتحنين، متبوعة بجهة الشرق. في مقابل ذلك، نفى محمد أضرضور مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباطسلاالقنيطرة، بشكل قاطع هادشي، مؤكدة أن حالات الغش تم ضبطها من قبل الأساتذة خلال إنجاز الامتحانات وخلال عمليات التصحيح. وأوضح أضرضور، في اتصال أجرته معه "كود"، أن حالات الغش التي يتم ضبطها أثناء الحراسة ويتم إنجاز محاضر رسمية في شأنها التي يوقعونها الحراس، مشددا تأكيده على أنه من المستحيل تغيير تلك المحاضر أو التلاعب بها من قبل أي سلطة. وأبرز المسؤول الأول على قطاع التربية الوطنية بثاني أكبر جهة على المستوى الوطني، بأن لجنة الغش تنعقد من أجل إصدار العقوبات المناسبة التأديبية في حق المخالفين، من قبيل الإقصاء لمدة سنتين أوسنة، وحسب كل حالة على حدة. وتابع أضرضور قائلاً: "أكثر من ذلك تتم عملية ضبط عمليات الغش حتى في داخل مراكز تصحيح الامتحانات، وهادشي يستحيل يكون وأنفيه نفيا قاطعا وحالات الغش اللي عندنا كاينة أثناء إجراء الامتحانات وعندنا أثناء التصحيح، ويستحيل التلاعب في محاضر المتعلقة بضبط الغش التي يتم توقيعها من قبل رئيس مركز الامتحان والمفتش الملاحظ وأستاذين مكلفين بالحراسة". وأشار أضرضور إلى أن المجهودات التي بدلتها هيئة التدريس وكل المتدخلين لزجر عمليات الغش، مكنت، من ضبط ما مجموعه 363 حالة بجهة الرباطسلاالقنيطرة أثناء إجراء الامتحانات، مقابل 700 حالة أثناء عمليات التصحيح.