لا شيء تغير أو غير تعامل الفاسيين مع الصينيين المقيمين بفاس وما تبقى من الوافدين عليها، رغم الانتشار الواسع لفيروس كورونا القاتل، رغم التخوف الذي ساد بعد انتشار الحديث عنه قبل أسابيع عادت بعدها الأمور إلى سابق التجاوب والتفاعل والعلاقات الطيبة. لا أحد قد ينكر تراجع نسبة وعدد الصينيين الوافدين على فاس في الأيام الأخيرة، خاصة بعد الضجة التي أثارها الفيروس. لكن ذلك لم يؤثر أبدا على حركتهم بالمدينة وبمطاعم صينية مختصة ما زالت تستقبل زبناءها منهم والمغاربة بشكل عادي وطبيعي. “نعيش في أمان، الجميع يرحب بنا”، تقولة سائحة مقيمة في المغرب أمام مطعم صيني، ل”كود”، مؤكدا ألا وجود لفيروس كورونا، عكس ما تداوله فيديو سابق كان سببا في اعتقال فتاة قبل تسريحها التحقيق معها في حالة سراح، مؤكدا أن الصينين يعيشون حياتهم بشكل عاد وطبيعي. وفي نزولها إلى الشارع، عاينت “كود” سياح صينيين يتجولون وسط المدينة القديمة، ويتبضعون ما تيسر من سلع وبضائع وهدايا، في تجاوبهم مع تجار بعربية فصيحة، حيث أكد أحدهم أن المغاربة لم يكن لهم أي رد فعل غريب حيالهم منذ انتشار الفيروس، لوعيهم ونضج عقولهم. الحركة عادية بكل الأماكن التي وجد فيها بعض السياح وهم قليلون مقارنة مع ما شهدته المدينة من إقبال مكثف لهم قبل أيام من انتشار الفيروس الذي أثر نسبيا على دخولهم إلى المغرب وليس فقط فاس، دون أن يؤثر على حفاوة استقبالهم والتعامل معهم. الحفاوة والتعامل الحسن هو نفسه الملاحظ بالنسبة للمواطنين الصينيين المقيمين منذ مدة طويلة أو متوسط بهذه المدينة الفاتحة أذرعها لاحتضان الجميع أيا كانت جنسياتهم، كما حال صيني صاحب مطعم قرب حمام بحي الأزهر علاقته بزبنائه أوطد من سابقيه. وما زال الرجل وابنه المتزوج مغربية، حريصا على تقديم الوجبات المعروف المطعم بها والتي تعرف إقبالاً كثيفا من طرف الزبناء خاصة المغاربة الذين لم تتأثر علاقتهم بالمطعم، وما زالت على سابق عهدها لثقتهم أن “كورونا” هناك بالصين وليس في فاس.