تنعقد صباح يوم الأربعاء 8 يناير 2020 الجاري الجلسة العلنية الأولى بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء لمحاكمة متهمين قرر قاضي التحقيق متابعتهم في حالة اعتقال بعد أن ظلوا لسنوات طلقاء بدون أن تطالهم يد العدالة لصلتهم بقضية موت تلميذ قاصر والتخلص من جثته في أرض خلاء بدون أن تعثر عليه عائلته التي ظلت تبحث عنه لنسوات. ولأن قلب الأم دليلها كما يقولون، فقد ظهرت حقيقة وفاة التلميذ بعد سنوات من البحث عليه من طرف والدته، بعدما تم التعرف على جثة الشاب المسمى التهامي بناني، في منطقة طماريس بإقليم النواصر ، بعد «اختفائه» لأزيد من 12 سنة. وتتخوف والدة التلميذ الراحل من أن يحاول أقارب للمتهمين الذين قرر قاضي التحقيق متابعتهم في حالة اعتقال، التأثير على القضاء بعد التدخل في القضية لتمتيع المعنيين بالأمر في حالة سراح في انتظار تسفيرهم للخارج المغرب، مشددة على أنها كأم لا يحركها أي دافع القصاص اللهم إظهار الحقيقة وهي التي لم تستطع بعد التعرف على قبر ابنها الذي دفن في ظروف غامضة . وتعود قصة هذا التلميذ ل 14 مارس 2007، حيث خرج رفقة مجموعة من أصدقائه وركب سيارة أحدهم واتجهوا للاحتفال بعيد ميلاد صديقة لهم مصابة بمرض السرطان بإحدى الفيلات بشاطئ « بالوما» بضواحي المحمدية، لكنه لم يعد إلى المنزل أبدا. وبعد مرور 12 سنة على هذه التقت أم الشاب «المختفي» بالفتاة التي كانت مصابة بالسرطان وأطلعتها على «تفاصيل» أكثر عن حفل عيد ميلادها الذي سبق وأن حضره ابنها بمعية اصدقاء له تخللته مظاهر احتفالية لم تخل من احتساء الخمر و تعاطي المخدرات، ود وبأن ابنها توفي بسكتة قلبية، مما فاجأ أصدقاءه المتواجدين بالحفل ليقرروا التخلص من الجثة بنقلها على متن سيارة أحدهم ودفنها بالقرب من غابة في منطقة طماريس الساحلية ،ويعودوا أدراجهم لا يلون على شيء، ويتفقوا على عدم إخبار أقاربهم أو أيا كان بما حدث . وسارعت الأم لوضع شكاية مستعجلة للوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء،ليتم إحالة الملف على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التي تمكن عناصرها من فك لغز بعد مرور أزيد من عقد من الزمن على دفن جثة ابنها من طرف اصدقائه في أرض خلاء. وحسب التحقيقات، فقد تم العثور على جثة المشتبه بكونه التلميذ التهامي بناني من قبل أحد المزارعين داخل حقل، وذلك بعد أيام قليلة من دفنها، ليتم نقلها بعد ذلك إلى مصلحة الطب الشرعي للكشف عن أسباب الوفاة، حيت خلص التشريح إلى أن الوفاة ناجمة عن جرعة زائدة من المخدرات بالإضافى إلى تعرضها إلى الضرب والتعنيف، ولكون الجثة لم تكن تحمل أية وثائق تم تسجيلها مجهولة الهوية. وتعرفت الأم على جثة إبنها من خلال ملابسه. وكشف أحد زملاء الطالب المختفي لعناصر الشرطة القضائية بعد إخراج الملف من الحفظ أن طالبا آخر (أ.ل) على معرفة بكل شيء، وهي المعلومات نفسها التي أكدتها صديقة الضحية. وحسب التصريحات التي أدلى بها الأشخاص الأربعة فإن كلامهم حمل الكثير من التناقض، حيث أشار بعضهم إلى أنهم التقوا بالضحية أمام المدرسة وأكدت والدته أنه امتطى سيارة من طراز «ألفا روميو» كان يقودها شاب ممن رافقهم ويملك والده نفوذا قويا بمدينة المحمدية.