شهدت سنة 2019، العديد من التطورات على صعيد قضية المغاربة الأولى، وهي (قضية الصحراء)، والصراع المستمر داخل رداهات مجلس الأمن، بالإضافة إلى عديد الأحداث المرافقة لقضية الصحراء، كالوضع في الگرگرات وكذلك أهم الأزمات التي أصبحت تواجه عمل البعثة الأممية في الصحراء “المينورسو”. ملف الصحرا : فيما يخص ملف الصحراء، فقد استطاع المغرب أن يربح مجموعة من النقاط المهمة، التي عززت موقفه من ملف الصحرا، وكذا إعلان مجموعة من الدول سحب اعترافها من جبهة البوليساريو، وإعلانها دعم مبادرة المغرب في الصحراء (الحكم الذاتي) بكل قوة، بالإضافة إلى الدعم الاوروبي والأمريكي المتواصل للمغرب في ملف الصحرا. وفي نفس الإطار، وخلال شهر أكتوبر الذي شهد مناقشة مجلس الأمن لملف الصحراء، فقد نوهت المملكة المغربية على لسان ممثلها الدائم بالأممالمتحدة “عمر هلال”، (نوهت) بتصويت أعضاء مجلس الأمن لفائدة اعتماد القرار 2494، والذي مدد للمينورسو لسنة كاملة الى غاية 31 اكتوبر 2020، وتأكيده على اولوية الحكم الذاتي لتسوية النزاع . وعبر “عمر هلال”، على الأمر بأنه أكد صدقية مواقف المملكة، ومسؤولية الجزائر في النزاع المفتعل بالصحراء، باعتبارها طرفا رئيسيا في المسلسل السياسي للملف، مشيرا الى ان القرار يحث على ضرورة التوصل لحل سياسي واقعي وعملي قائم على التوافق، والقرار ماعطى حتى إشارة نهائيا لموضوع الإستفتاء. استقالة كولر المفاجئة من منصبه كمبعوث أممي للصحراء : هورست كولر الرئيس الألماني السابق استقال من منصبه كمبعوث أممي للصحرا، لأسباب صحية كما قالت الأممالمتحدة، وسارعت كل من المغرب والبوليساريو عن إعلان خيبة أملهما مباشرة بعد خبر الإستقالة. كولر كان قد أحرز تقدم كبير في الملف، خصوصا بعد أن تمكن من جمع أطراف النزاع على طاولة النقاش، وعقد حلقتي نقاش في جنيف جمعتا المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا، حيث عبرت عديد الدول عن إيجابيتها، ودعت أنذاك جميع المشاركين إلى مواصلة الحوار، لكن كل هذه الدينامية ذهبت أدراج الرياح. خيبة أمل للبوليساريو ف2019: أهم مايمكن قوله، عن قضية الصحرا سنة 2019، هي سنة الإنتكاسات المتتالية للبوليساريو، التي اعتبرت 2019، من أسوء السنوات في الملف لديها، حيث واصلت جبهة البوليساريو، انتقادها للأمم المتحدة وكان آخرها، في بيان موقع من ممثلها بنيويورك سيدي محمد عمار الذي وصف مضمون قرار مجلس الأمن الدولي بشأن نزاع الصحراء 2494، بالإنتكاسة، ورجع بالملف إلى نقطة الصفر، ماذهب بها إلى لعب الورقة الأخيرة وهي تهديد وقف إطلاق النار. رأي مجلس الأمن : دعا الامين العام في تقريره الجمعية العامة وأعضاء مجلس الأمن وأصدقاء الصحراء، والجهات الفاعلة الأخرى إلى تشجيع المغرب وجبهة البوليساريو على اغتنام الفرص المتاحة ومواصلة المشاركة بحسن نية ودون شروط مسبقة،معبرا عن تفاؤله باستمرار التزام الطرفين بوقف إطلاق النار، كشرط لتهيئة الأجواء لاستئناف أي عملية سلمية قادمة. فيما دعت اللجنة الأممية الثالثة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، في قرارها سنة 2019، بالإجماع الى ضرورة حل نزاع الصحراء، وتشجيع أطراف النزاع مواصلة المشاركة بحسن نية في جهود البحث عن حل لهذا النزاع. المنتخبين فالصحرا والمطالبة بتنزيل الحكم الذاتي أصبحت جهتي العيون والداخلة، تعرف توافد عديد من الشخصيات الدولية، والوفود الدبلوماسية الأجنبية، لي كتبغي تطالع على منجزات الدولة والصلاحيات الممنوحة للمجالس المنتخبة فالصحرا، حيث أصبح ملاحظة بالملموس تقدم المشاريع التنموية خصوصا بعاصمة الأقاليم الصحراوية، لي اهتموا المجالس المنتخبة فيها بالبنيات التحتية والعمل فأوراش مهمة، كتلامس انتظارات المواطنين فالصحرا، وهذا شي كيبان حتى للوفود لي كتجي للعيون وكيتقدملها الحكم الذاتي الذي اقترحته المملكة المغربية، بأنو هو الحل لي كيرضي جميع أطراف النزاع. تطورات الگرگرات : الوضع فالگرگرات كان عادي وهادئ سنة 2019، منذ انسحاب جبهة البوليساريو وعدم عودتها إلى المكان، بعد التقارير التي رفعها المغرب، وتخوف جبهة البوليساريو من تحذيرات الأممالمتحدة الشديدة اللهجة، باستثناء محاولات التي قام بها بعض الأشخاص لإغلاق المعبر والطريق في وجه الأشخاص والشاحنات، والتي لم تؤثر على الوضع الأمني بالمعبر الحدودي الجنوبي للمملكة. المينورسو فالصحرا مخنوقة : جبهة البوليساريو أعلنت فأبرز تعليق لها عقب صدور القرار الأممي 2494 الذي تم بموجبه تمديد مهمة بعثة المينورسو لمدة سنة، عن قرارها بإعادة النظر في التعامل مع عملية السلام التي ترعاها الأممالمتحدة، وذلك تعبيرا عن استيائها من القرار، الذي لم يحمل جديدا على مستوى دفع العملية السياسية المتعثرة منذ استقالة المبعوث السابق هورست كولر، كما لم يشر إلى جهود المنظمة الدولية لتعيين مبعوث جديد. وفي سياق آخر، أعلن رئيس بعثة المينورسو كولين استيورت أن البعثة تواجه أزمة مالية، وذلك خلال اجتماع بعناصر البعثة الأممية بالمقر الرئيسي بالعيون، بعد عودته من نيويورك، حيث صرح عن شح السيولة المالية، ووجود قرار بخفض الميزانية السنوية للمينورسو، مما يحتم اجراءات تقشفية سيتم ابلاغ موظفي المينورسو بها، كما أن البعثة الأممية تعاقدت مع شركة أوكرانية لكراء طائرة من الحجم الصغير، بدلا من الطائرة الكبيرة التي كانت بحوزتها بسبب الاختناق المالي. مؤتمر البوليساريو 15 والحالة بقات كما هي : في آخر شهر من سنة 2019، وكما كان متوقعا انتخب المشاركون في المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي، أمينا عاما لجبهة البوليساريو لولاية جديد بأغلبية مطلقة، وذلك بعد أن تقدم كمرشح وحيد لهذا المنصب. وكان ابراهيم غالي قد انتخب زعيما لجبهة البوليساريو في مؤتمر استثنائي عقد سنة 2016، بعد وفاة الزعيم السابق محمد عبد العزيز، ويعتبر غالي من القادة المؤسسين للجبهة، وسبق أن شغل المنصب كأول زعيم لها.