في الوقت الذي سارعت أغلب الدول العربية، وبعض دول العالم كالولايات المتحدة واسبانيا، بالإضافة الى موريتانيا إلى تهنئة الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون، بفوزه بالانتخابات الرئاسية التي جرت أول أمس الخميس بالجزائر، تأخر المغرب لحدود اللحظة عن إرسال تهنئة إلى الرئيس الجديد. ورغم أن الأيام وربما الساعات المقبلة قد تحمل جديدا فيما يخص تهنئة الرئيس الجديد، إلا أن تأخرها يشير إلى امتعاض المغرب من التصريحات التي أدلى بها تبون خلال الحملة الانتخابية، حين أظهر تشددا في ملفي الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر ونزاع الصحراء، حيث بدت تصريحاته تكرارا للمواقف المعروفة للديبلوماسية الجزائرية ولمؤسستها العسكرية، كما يعزى التأخر الى حالة الترقب لما ستفضي اليه علاقة الوافد الجديد على قصر المرادية بالحراك الشعبي، الرافض لنتائج الانتخابات، باعتبارها تمديد لولاية خامسة للنخبة الحاكمة بطريقة أخرى. ويجسد الموقف المغربي تكريسا لسياسة النأي بالنفس عن الخوض في الشأن السياسي الجزائري الداخلي، كما يتماهى الموقف المغربي والموقف الفرنسي الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي اكتفى بالقول أنه احيط علما بنتائج الانتخابات الرئاسية الجزائرية دون التهنئة لعبد المجيد تبون بفوزه بالسباق الرئاسي .