كانوا بالعشرات اليوم 8 مارس، أمام مقر وزارة الثقافة للمطالبة برحيل الوزير بنسالم حميش. مثقفون، وكتاب، وممثلون، ومغنون" ينضوون في كل من "اتحاد كتاب المغرب" وبيت الشعر" و"الائتلاف المغربي للثقافة والفنون" بالإضافة إلى هيآت أخرى، وقفوا أسفل الأمطار الخفيفة التي تساقطت من سماء الرباط، ليطالبوا بإعفاء "مجنون الحكم"، وإنهاء "وزارة الثقافة "معذبتي""، في إشارة إلى أعمال حميش الأدبية. عدوى إسقاط المسؤولين بالعالم العربي انتقلت إلى مثقفي وفناني المغرب، الذي اصطفوا في مرآب السيارات أمام بوابة الوزارة، ورددوا شعارات تتهم حميش ب"العته"، و"الجنون" وال"تهميش المثقف المغربي". حسن النفالي، رئيس الائتلاف المغربي للثقافة والفنون أكد على أن الوزير منذ وصوله إلى مركز القرار، وهو يدبر أهم الملفات الثقافية المغربية بشكل سيئ، وأجهض عدة مكتسبات انتزعها الفنانون المغاربة، كبطاقة الفنان، وسياسة دعم الكتب، والمنح التي كانت تحصل عليها الهيئات الثقافية لدعم أنشطتها. النفالي، لم يتردد كآخرين، في حمل لافتات أدانت قرارات الوزير. الوقفة عرفت حضورا لافتا للعديد من نجوم الشاشة المغربية ولمثقفين كأحمد عصيد الذي مثل "المرصد المغربي للثقافة الأمازيغية"، الذي يعتبر أن "الوزير يكن عداء للمكون الثقافي الأمازيغي". نجم جيل جيلالة محمد الدرهم، الذي كان يبدو عليه الإرهاق والمرض، لم يتردد في حمل مكبر الصوت للمطالبة برحيل وزيرٍ اعتبر في تصريح صحفي أن الجبهة التي تعارضه، مكونة من "بلداء". وهو ما رد عليه المتظاهرون في الوقفة بشعار "احنا ماشي بلدا... إبداعنا شهادة". مغنون شعبيون من قبيل عبد العزيز الستاتي وأخيه ميلود العرباوي، كانوا أيضا ضمن المنددين بالوزير وشاركوا في الوقفة بدورهم. شعارت الاحتجاجات المنددة بالوزير كانت واضحة في رغبتها بطرد حميش من وزارة الثقافة. بهذا ردد المتظاهرون " هذي راها حشومة... يامجنون الحكومة". "ارحل واحشم... يا مجنون الحكم"، "الفنان يريد إسقاط الوزير" و "المثقف يريد رحيل الوزير". وكان عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول ل"الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" ، حاول يوم أمس الاثنين عقد اجتماع بين الوزير والهيآت المحتجة ، بمقر الحزب بالرباط لمحاولة فض النزاع، إلا أنها رفضت، خصوصا أن نقابات بالوزارة، وجمعيات أخرى انخرطت في الحركة الاحتجاجية. وقد أكد مصدر مسؤول ب"اتحاد كتاب المغرب" ل"كود" على أن الهيآت الثلاث ستصوغ مذكرة مفصلة تقدم إلى الملك لاحقا، من أجل رصد الخلل في منظومة الثقافة المغربية، وفي طرق تدبير الوزارة وتعنت حميش في علاقته مع المبدعين المغاربة". يذكر أن أزمة وزارة حميش مع المثقفين ليست وليدة اللحظة، وإنما انطلقت منذ تعيينه على رأس القطاع. وكانت شرارتها السنة الماضية إثر قصة "التعويضات" التي تمنح للمثقفين المغاربة المشاركين في أنشطة "المعرض الدولي للكتاب والنشر" بالدار البيضاء. قبل أن تتطور الأمور إلى مقاطعة الدورة الأخيرة من المعرض ووقفة اليوم التي ليست حسب منظميها إلا مرحلة من مراحل "النضال" لإنهاء ما يسمونه "حكم" حميش.