يعرض في القاعات السينمائية الوطنية، ابتداء من يوم غد الأربعاء بست قاعات سينمائية بالبيضاء، الفيلم الطويل الأول للمخرج محمد أشاور، الذي يحكي من خلاله قصة مخرج مهووس بالسينما، يبحث عن تحقيق ذاته وإخراج أول أفلامه الذي يعجز عن إيجاد سيناريو مثالي له، مما يدخله في دوامة من الحيرة المرضية التي أصبحت تعانيها معه زوجته وصديقه. الفيلم يتمركز حول ثلاثة شخوص رئيسية هي البطل/المخرج ويقوم بأداء الدور محمد أشاور نفسه، وصديقته الحميمة التي تقوم بأداء دورها فاطيم العياشي، ثم صديقه المخلص الذي يقوم بأداء دوره فهد بنشمسي.
الفيلم، الحاصل على عدة جوائز في الدورة الأخيرة من مهرجان الفيلم الوطني بطنجة، يتصف بجرأة صادمة، سواء من خلال نوعية الحوار الذي يدور بين أبطاله، والذي يتسم بلغة "زنقاوية"، أصبحت تميز العديد من أفلامنا السينمائية المغربية، من قبيل "صدعتي ليا كري.." و"ولد القحبة..." والزامل، أو من خلال بعض مشاهده الجنسية، التي من شأنها أن تخلق الكثير من الجدل بعد عرضه، خاصة من طرف التيارات المحافظة، كما يمكنها أن تجلب في الوقت نفسه جمهورا عريضا من المغاربة، غير المتعودين على رؤية إنتاجات مغربية بمثل هذه الجرأة.
ورغم أن فيلم أشاور قدم مشاهد نقدية لاذعة، إلا أن المزعج فيه هو ذلك التعنت في الإثارة، وعنف الصدمة التي يتعمد خلقها. إنه نوع من "القفوزية السينمائية" التي تعبر عن رؤية صاحبها في قول ما لم يستطع أحد من المخرجين المغاربة قوله أو التعبير عنه من قبل.