بمجرد ما حسم المنتخب المغربي مباراته أمام التونسيين، التي كانت تندرج في إطار الإقصائيات الممهدة لكأس العالم في الشيلي 1962، فوجئ الرياضيون المغاربة بإبعاد مدرب المنتخب العربي بنمبارك. ويزعم عميد الصحافيين الرياضيين المغاربة الحسين الحياني، في كتابه “الرياضة المغربية، شواهد وأسرار”، أن إبعاد الجوهرة السوداء جاء بإيعاز من الأمير مولاي الحسن. وكانت مباراة الذهاب ضد المنتخب التونسي قد جرت في الدارالبيضاء، يوم 30 أكتوبر 1960، وانتهت بفوز المغاربة بهدفين مقابل هدف واحد، بينما جرت مباراة الإياب يوم 13 نونبر من العام ذاته، وانتهت بنفس النتيجة لكن لصالح التونسيين، ليحتكم المنتخبان لمباراة فاصلة، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم أن تجري في مدينة باليرمو الإيطالية يوم 22 يناير 1961. وفي الوقت الذي كان العربي بنمبارك يفكر في اللاعبين الذين سيعتمد عليهم في تلك المباراة الحاسمة، توصل بقرار إبعاده، قبل أن يعلن المسؤولون المغاربة عن إسناد مهمة تدريب أسود الأطلس إلى محمد ماصون، اللاعب والمدرب السابق لفريق الوداد البيضاوي، والذي قاده إلى الفوز بأول لقب في عهد الاستقلال، بعدما سبق أن قاده، كلاعب وكمدرب أيضا، إلى العديد من الألقاء أثناء فترة الحماية. كان ماصون في حاجة إلى ضربة حظ فقط لضمان تجاوز التونسيين. فقد انتهت موقعة باليرمو بالتعادل الإيجابي (هدف مقابل هدف)، ولأن الاتحاد الدولي لم يكن، حينها، يعتمد إجراء شوطين إضافيين أو ضربات ترجيحية، قرر إجراء قرعة لحسم الفريق المتأهل، ابتسم فيها الحظ لماصون وللمغاربة الذين واصلوا مغامرتهم في الأدغال الإفريقية، بنجاح، بعد تجاوز المنتخب الغاني، معبدين طريقهم إلى مباراة السد أمام المنتخب الإسباني.