هل كان يعيش معنا و هو القيادي النقابي أم كان في بلد آخر لا نعرفه. البرلماني الفاتحي تحدث ينبهنا الى مخاطر و حرائق الفايسبوك و تويتر و اليوتوب و شبكات التواصل الاجتماعي على الشعب و المؤسسات.. و حين تكلم في المجلس إعتقدت أو خيل لي و أتمنى لو أخطأت أنه لا يعرف هذا العالم الغريب العجيب المجنون المؤثر المحرض المندفع المكتسح المتمرد العصي على الترويض.. سيقول قائل أن سؤال البرلمان وضع قبل المقاطعة في سياق آخر و ظرفية أخرى..لكن الواقع يؤكد الزلزال الالكتروني منذ سنوات و ليس عاد البارح..على الاقل 15 سنة.. أين كان الفاتحي حينما خرج الشباب في مظاهرات و نزلت الهراوات على مثقفين و فنانين و مناضلين خرجوا في مظاهرة بشارع محمد الخامس إحتجاجا على إطلاق سراح البيدوفيل.. الدعوة للمظاهرة لم تخرج من مقرات النقابات و لا من مقرات أحزاب و لا من جهة أخرى سوى الفايسبوك ..أكبر حزب في المغرب و لا يحتاج الى دعم الدولة و لا كوطا و لا لوائح و لا فروع لأن له فروعا في كل العالم و القارات.. أين كان النقابي المسؤول حينما خرج شباب المغرب في عشرين فبراير فأحدث التغيير الذي لم تقم به الحركة الوطنية طيلة 60 سنة.. من دعا الى الخروج ؟ هل هي أحزاب و نقابات أم موجة أخرى. جدلية و دينامية نابعة من قنوات الفايسبوك؟ من فضح الفساد و التلاعبات و قام بدور المعارضة و النقد و التقييم طيلة عشر سنوات الاخيرة؟ هل هي الأحزاب أم الفايسبوك ؟ من يفتح ملفات الريع في البلد اليوم؟ و المقاطعة ؟ و تقاعد الوزراء و البرلمانيين ؟ و سحق الطبقات الوسطى ؟ و أجور الخيال العلمي لدى فئات متوحشة ؟ و نفاق الاسلاميين .؟ و الدعوة الى المجتمع الحداثي ؟ و تكسير جدار الصمت.؟ و تحشيشة الدين على الشعوب .؟ من كشف عن مقتل محسن فكري و أحداث الحسيمة و مظاهرات الجنوب الشرقي و جرادة و غيرها و غيرها ؟؟ هل كان للأحزاب يد فيها ؟ أم أن الفايسبوك كان موجة عاتية أكبر من حسابات السياسيين؟ العالم تغير يا أستاذ و سيكون من العيب و المخجل أن لا تطل إطلالة على ما يجري في الفايس و تويتر و الصحافة الجديدة و الإعلام البديل.. أنتهى زمن و دخلنا حقبة أخرى.. من لا يلتحق بالقطار سيفوته وينطلق و يتركه.. آخر أخبار زعماء العالم و تحركاتهم و مواقفهم يمكن الاطلاع عليها بنقرة على تويتر و لا تحتاج الى كبريات وكالات الأنباء التي صارت متجاوزة مثل كائنات ديناصورية من جوراسيك بارك. العالم تغير بشكال سريع مذهل محمول على رياح هوجاء قوية لهذه التكنولوجيا الفتاكة.. تابعوا ما قاله امبرتو إيكو عنها و ما قاله الفلاسفة و علماء النفس و باحثون في علم الإجتماع و سيكولوجية الحشود.. إن العالم يعيش زلزالا سببه الحاسوب و السمارتفون.. نحن أمام إنهيار نمط عيش و نمط حياة و نظام حكم و قيم و علاقات .. نحن في غمرة تحولات عميقة بداية تشكل حياة أخرى.. نحن مثل دودة تحولت الى فراشة و لا ندري و هي تطير إلى أين هو مصيرها.؟ و النقابات مفروض فيها ان تعرف قبلنا هذه الأشياء حتى لا تبقى مجرد كوكياج يصفر فيها الريح.. شوف فيلم ” ذي سيركل” للنجم توم هانكس و رد علينا الخبر..