بدأت مصالح الشرطة القضائية بتطوان تستجلي حقيقة جريمة القتل التي ذهب ضحيتها شاب في منتصف العشرينات من عمره، والذي عثر على جثثه مربوطة بإحكام ومدسوسة في حقيبة سفر، ومهملة بمنطقة خلاء بحي كويلما المداري، المحادي لمدينة تطوان. لجأت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بتطوان، وفق ما علمته "كود" من مصادر قريبة من التحقيق، إلى تقنيي مسرح الجريمة وأطر المختبر العلمي للشرطة.
وحسب المصادر نفسها فإن هذا الأمر مكنها من تحديد هوية الضحية، وهو مصطفى من مدينة مارتيل يبلغ 25 سنة، وتم اللجوء إلى مطابقة عينات من الحمض النووي للضحية مع تلك العائدة لوالده المبلغ.
الضحية كان بائعا متجولا على متن سيارة، اختفى الأربعاء المنصرم، كان يوزع سلعا استهلاكية بحي ميكسطا الصافية بمارتيل، وأن آخر مخالطاته كانت مع صاحب محل للبقالة، الذي أوضح لفريق التحقيق، وفق المصدر نفسه ل"كود" بأن الهالك أشعره بأنه كان متوجها إلى مكان محدد في الحي المذكور، للاتفاق على تزويد محل جديد ببعض السلع الاستهلاكية.
البحث كان أشبه بأفلام السلسلات البوليسية "خبراء مانهاتن" أو غيرها، فقد تم التربص بآخر محل زوده بالسلعة، وتم التعرف على شخص غريب يتنقل بين أحد الشقق وسطح إحدى العمارات، وهو يحمل جرحا باديا على جبينه، وهو من كون قناعة شديدة لدى المحققين بإمكانية ضلوع المعني بالأمر في واقعة قتل الضحية.
وقد تم توقيف الشخص، حسب مصدر "كود"، فاعترف بجريمته وهويات الفاعلين والشركاء.
وقد عثر على أدلة تبث أقواله، حسب مصادر التحقيق، داخل شقته التي قتل فيها الضحية، منها "أغطية صوفية وأقمشة تطابق تلك التي عثر عليها بمكان اكتشاف الجثة، والتي كانت ملفوفة بها، كما تم العثور على بقع دم داكن ترجع إلى الهالك، فضلا على مجموعة من البضائع والسلع الاستهلاكية التي كانت في ملك الهالك قبيل وفاته، ناهيك عن وثائقه التعريفية التي سلبت منه في خضم عملية إزهاق روحه".
وقد تم توقيف من يوصف بالفاعل الأصلي للجريمة يسمى حسن يبلغ 40 سنة، بالإضافة إلى بالإضافة إلى "ثلاث أشخاص آخرين ساهموا في التنفيذ المادي لهذه الجريمة"، حيث تم وضعهم جميعا نهاية الأسبوع تحت الحراسة النظرية من أجل تقديمهم أمام العدالة بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد المقرون بجناية السرقة الموصوفة.
الجريمة التي خطط لها بعناية كان دافعها السرقة، فقد ادعى القتلة أنهم تجار واستدرجوا الضحية إلى الشقة. جردوه من بضاعته فقاومهم فقتلوه، لفوا جثثه في حقيبة وقاموا بنقلها إلى ضواحي مدينة تطوان.
تشير معطيات مقربة من البحث إلى أن الشرطة قامت بإعادة تشخيص هذه الجريمة، حيث سرد الجناة جميع مراحل وأطوار ارتكابهم لواقعة القتل العمد في حق الهالك.