اسمعني أيها العياش الشاب. فأنا أكثر منك تجربة في هذا المجال. وقد ناضلت لسنوات من أجل هذا الفن. ومن أجل قضيتنا المشتركة. وأقول لك إنه ليس للعياش إلا سمعته . وعليه أن يحافظ عليها. ويحافظ على مصداقيته. وليس مقبولا مثلا منك أيها العياش الشاب أن تتهم حزب النهج الديمقراطي. بتأجيج الأوضاع في جرادة. واتهم من تشاء. واتهم العدل والإحسان. واتهم جهات خارجية. بينما النهج لا. فلكي تكون عياشا محترما يجب عليك أن تكون ملما وعارفا بالتنظيمات وبالأحزاب. قبل أن تتهم أي طرف. وقبل أن تشير إليه بالاسم. وقد تفعلها جماعة العدل والإحسان. بينما النهج وحتى لو أراد ذلك فهو لا يستطيع. أولا لأنهم قليلون ونادرون. وثانيا وباستثناء بعض القياديين. فكلهم مفلسون. ولا قدرة لهم على السفر إلى جرادة. ولا يملكون ثمن تذكرة الحافلة. ولا البنزين. ولا تجارة لهم. ولا يساعدون بعضهم البعض كما يفعل الإسلاميون. رغم أنهم رفاق. وينادون بالاشتراكية. وإنه ليحزنني ما وصل إليه وضع العياشة في المغرب. وبعد أن كنا نحن العياشة واقعيين. وعقلانيين. ونغلب المصلحة. ونضع الدولة فوق أي اعتبار. ولا نؤمن بنظرية المؤامرة. صرنا مثل المناضلين. ومثل الإسلاميين. وكلما وقعوا في ورطة. وكلما ارتكبوا فضيحة. يتهمون الإمارات والسعودية وإسرائيل. وقل أيها العياش الشاب ما يحلو لك عن العدل والإحسان. فهم كثيرون. ولا قدرة لهم على العيش إلا وسط القلاقل. والأوضاع المحتقنة والمتوترة. ويتمنون أن لا نتقدم. وأن لا تتحسن أوضوعنا. كي يستمر وجودهم. وممكن جدا أن تكون لهم يد. ومقبول. ومنطقي. ومحتمل. وحتى لو لم يكن ذلك صحيحا. وحتى لم تتوفر على أي دليل. لكن كيف للنهج أن يحرض. وهل تعرف أيها العياش الشاب كم عددهم. وأين يتمركزون. ومتى يستيقظون. وأنك وأنت تتهمهم تسيء إلى السلطة التي ندافع عنها. وتقزمها. وتجعلها تلاحق حزبا مناضلوه معدودون على رؤوس الأصابع. وتجعلها صغيرة. ونادرة. مثل النهج. وليست هذه هي المرة الأولى التي أكتب فيها أيها العياش الشاب حول هذا الموضوع. وكعياش محترم. ومخضرم. أشعر بأن الجيل الجديد من العياشة يسيء إلي. وأننا نتراجع. وأن من هب ودب يلتحق بنادينا. وينشىء موقعا إلكترونيا. ولا أعرف من هو زعيمنا. ومن يسيرنا. ومن هذا المنبر أطلب منه أن يتدخل. وأن يضع حدا لهذه الانحرافات. وأن يفرض شروطا على الملتحقين الجدد. ومباراة لاجتياز الدخول إلى سلك العياشة. ولتلعم أيها العياش الصغير أن النهج كله لا يملأ وقفة أمام البرلمان. وكي أكون منصفا. فهذا لا يقلل من شأنهم. ولا من ثوريتهم. ولا يشكك في التزامهم بكل قضايا الشعب. لكنهم قلة يا صغيري. وجرادة بعيدة. ومكلفة. فلا تجعل المناضلين يسخرون منا. وأخبرك أيها العياش الشاب ولو كان النهج قادرا على تأجيج الأوضاع. لفعلها دون تردد. ودون اختباء. ودون تقية. كما يفعل الآخرون. ولاعتقلنا جميعا نحن العياشة وحاكمنا في محاكم الثورة. وبنى لنا غولاغا جديدا في ساندريات جرادة. فكن واقعيا ولا تسىء إلينا وأقول لك إنه وكما تراجع المناضلون واختلط الحابل بالنابل فإن من هب ودب أصبح اليوم عياشا وأتذكر عياشة الزمن الجميل وأشعر بالحسرة ولا أرى واحد منكم أيها الشباب قادرا على حمل المشعل. والسير على نفس النهج.