— تعالى تساؤلات كثيرة حول ماذا لو كان بنكيران رئيسا للحكومة اليوم ، كيف كان سيتعامل مع حراك الريف ، ماذا كان سيكون مآل حراك الريف في ظل حكومة يرأسها بنكيران، طبعا لا أحد يشكك في كاريزمية الرجل وإيجاده لفن الخطابة وتأثيره على أتباعه والناس ومصداقيته في الشارع المغربي ، لكن هذه المصداقية تأتت من أنه رجل محافظ ، يعتمد على التدخل الإلهي في تدبيره السياسي، يخطب خطبا أقرب الى الموعظة منها إلى السياسة ، تجد صدى لدى الفئات الشعبية، فهو لسانهم في القبة ، ينظر للمرأة" كثريا" أفضل شيئ تفعله هو أن تضيئ منزل زوجها ، كما أضاء مصباح العدالة والتنمية، الساحة السياسية في المغرب بضوء خافت جعلت من حكومتيه المتعاقبتين ،الأولى حكومة تنازلات وحكومة عفى الله عما سلف، والتانية حكومة هجينة فاقدة لمصداقيتها في الشارع ، لكن البعض لازال يصر على أنه لو كانت الحكومة الحالية برئاسة بنكيران لما طال مشكل الريف ووصل الى هذا الحد. لكن للأسف بنكيران وحكومته كانت أحد أسباب ما يحصل حاليا في الريف، عبر خذلانها للشعب المغربي وتسامحها مع الفساد والمفسدين وعدم اقترابها من الطبقة الآمنة ، بل انصبت سياستها على اضعاف الطبقة الوسطى أكثر مما هي ضعيفة، فمالذي كان سيجعل حكومة مثل تلك برئيسها بنكيران تجد حلا لمشكل الريف أو منع تطوره لما وصله الآن من اعتقالات ومحاكمات ، وسخط عارم وأزمة اقتصادية خانقة بالحسيمة ، وأسر تقطع نصف المغرب لزيارة أقرابائهم المعتقلين ، هذه المأساة الجماعية أكان بنكيران لو ظل رئسا للحكومة قادرا على تجنبها ، بخطابه الشعبوي ، وتصريحاته المخونجة ومواقفه القروسطية من التعدد والمرأة عموما، فقط كان سينافس الزفزافي في خرجاته على اليوتوب ، بحكم لغة الخطاب المتقاربة ، فكلاهما يتحدثان بإسم الشعب ، والأول يعتبر حزبه مباركا والتاني يعتبر الحراك أكثر بركة ، والأول يعتبر أن الدولة العميقة والتماسيح والعفاريت تقف ضد إرادته في الإصلاح ، والتاني يعتبر الداولة فاسدة بعمقها وسطحها ، وكلاهما يتغنيان بالإرادة الشعبية التي تقف ورائهما .
المشكل هو أن هذه الإرادة الشعبية فحالة بنكيران ، لم تتأتى عبر برنامج انتخابي سياسي محض، بل تأتت عبر استغلال الدين في الخطاب السياسي ، واللعب على اكتساب المصداقية لذى الشعب عبر مداعبة الشعور الديني عنده وإثنية الفساد والصلاح ، فالفساد يمثل كل ما هو سياسي مختلف، بينما الصلاح يمثل كل ماله علاقة بالتدين ، والحفاظ على قيم المجتمع وأخلاقه، ولكن في عمق هذا الخطاب نرى أن هناك حشو لقيم مشرقية اخوانية وزجها عنوة في قيم المجتمع المغربي والمناداة بالدفاع عنها كأنها قيمه الأصيلة ، فطبعا بخطلب مثل هذا أو قرارات مثل التي اتخد وهو على رأس الحكومة ، لم يكن ليجد حلا أو يؤثر في مايحدث في الريف حاليا ، بحكم أن الحل والعقد مملوك لصاحبه ، بل الأدهى كان ليستغل الحراك في المزايدات الإنتخاباوية والإتهامات العشوائية التي كان يطلقها على خصومه السياسيين ، ومع ذلك يردد العديد لازمة لو كان بنكيران لم يكن ليحصل هذا أو ذاك ن كأنهم أبناء سي سيد في ثلاتية نجيب محفوظ يتساءلون بعد رؤية خروج على السراط من أحدهم ، لو كان سي سيد موجودا أكنت تقدر على فعل هذا؟.