التحقيق في مقتل البرلماني عبد اللطيف مرداس يزداد تعقيدا. المعطيات التي حصلت عليها «كود» تفيد أن الفرقة الأمنية المكلفة بالتحقيق في تصفية عضو المكتب السياسي للاتحاد الدستوري رميا بالرصاص أمام منزله في حي كالفورنيا الراقي بالدار البيضاء، مساء أول أمس الثلاثاء، أخذ ثلاث مسارات. المسار الأول اعتمد فيه المحققون القاعدة القانونية الفرنسية (في كل جرائم القتل فتش عن المرأة). وبالفعل، ما إن بوشر التحقيق حتى ظهرت الفتاة التي قد تثبت صدق هذه القاعدة أيضا في هذه الجريمة.
ويتعلق الأمر بابنة عائلة معروفة في ابن أحمد جمعتها علاقة عاطفية مع القيادي السياسي، وهي العلاقة التي رجح أنها السبب في تصفية القيادي السياسي، ما دفع فرفة أمنية إلى الانتقال لابن أحمد وإيقاف أحد أقرباء الفتاة، الذي حامت الشكوك حول ارتكابه الجريمة، خاصة بعد حجز بدقيتي صيد وخراطيش في منزله، مشابهة لتلك التي استعملت في تقتل مرداس، وفق ما ورد في بيان الإدرة العامة للأمن الوطني. غير أن هذا الخيط في التحقيق تتجه مصالح الشرطة إلي استبعاده بعد ظهود أدلة تفيد وجود الجاني المفترض لحظة ارتكاب الجريمة في ابن أحمد، حيث كان في محلبة مباراة لكرة القدم.
أما المسار الثاني الذي سلكه المحققون، يؤكد مصد مطلع ل «كود»، حول احتمال وقوف إحدى عصابات الجريمة المنظمة وراء العملية، مشيرا إلى أن الدقة التي نفذت بها وظهور أدلة على وجود سيارتين وعدد من الأشخاص لحظة قتل النائب البرلماني يرجح هذه الفرضية وبقوة. المسار الآخر الذي لم تغفله التحريات هو احتمال وقوف شخص لديه نزاع تجاري مع الضحية وراء تصفيته جسديا.