سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنقذنا يا طاهر بنجلون.. الإسلاميون يرموننا من الشرفات ويقطعون رؤوس نسائنا ! اعذرنا، لن نفعلها مرة أخرى، ولن نمنح أصواتنا للعدالة والتنمية في الانتخابات القادمة
غدا أو بعد غد حين يصوت الشعب الفرنسي لصالح اليمين المتطرف، وتصبح مارين لوبين رئيسة للجمهورية الفرنسية، وهذا وارد جدا، فهل سيقول الطاهر بنجلون حينها إن السبب هو جهل الفرنسيين. هل سيجرؤ ويقول إن الشعب الفرنسي غير متعلم، ونسبية الأمية فيه مرتفعة مقارنة بالدول الأوربية الأخرى، ولذلك اختار التطرف. ولذلك لجأ إلى من يثير فيه الخوف من المسلمين ومن العرب. ولذلك صوت للعنصرية والكراهية ومعاداة السامية. طبعا لن يرتكب الطاهر بن جلون هذا الخطأ. لكنه قالها عن المغرب. دون تحر ولا تمحيص ولا معرفة بما يقع في المغرب وبتحولاته قالها. قالها كعالم ودون أن يرف له جفن. قالها دون أدنى تنسيب، وهو الكاتب الحداثي والعقلاني والمتشبع بالأنوار. فنحن غير متعلمين وأميين وجهلة ولذلك صوتنا بكثافة لصالح حزب العدالة والتنمية، ولم نستفد من الدرس وأعدنا الكرة. والطاهر بن جلون كأنه لا يعرف المغرب وتحولاته. وكأن لا شيء صار يربطه بهذا البلد. ولا يعرف من يصوت للعدالة والتنمية من بين هذا الشعب غير المتعلم. وعلى ما يبدو فإن المتعلمين هم الذين يصوتون للعدالة والتنمية أكثر من غيرهم وليست لدي أرقام ولست باحثا ولا عالما لكن النتائج وجغرافية النجاح والفشل والعيش في المغرب تعطي لغير المتخصص فكرة عن الموضوع. وينجح العدالة والتنمية في المدن، ويأكل في كل مرة أكثر من أصوات الطبقة المتوسطة المتعلمة التي كانت تصوت في الماضي للاتحاد الاشتراكي والاستقلال. لكن الكاتب المشهور ينظر إلى المغرب بعين شخص قادم من ثمانينيات القرن الماضي، ويختزل كل شيء في الأمية. وينظر إلى الإسلاميين كشيء غير قابل للتطور والتغير والاندماج. وقد تغير العدالة والتنمية، بينما مازال الطاهر بن جلون كما هو. مازال ينظر إلينا من فرنسا، رغم أن معظم الفرنسيين يعرفون الواقع المغربي مازال ينظر إلينا ككائنات عصية على الديمقراطية وقد يكون هو الرجعي في هذه القصة، وقد يكون هو الظلامي، وهو الذي يرفض أن يكون المغرب ديمقراطيا. ويرفض أن يصير حزب العدالة والتنمية حزبا محافظا وأن يتخلص بالتدريج من حماقاته وأوهامه السابقة. وهذا ما يحدث بالفعل. حيث يتعلم العدالة والتنمية من الشعب المغربي، ويندمج بالتدريج، ويتمغرب. بينما كاتبنا المعروف يزداد عزلة عن الواقع وينكره ويرفض أن يتجاوز نظرة الماضي وطبعا لن يربط الطاهر بنجلون تقدم اليمين المتطرف في النمسا بالتعليم. ولن يقول إن الشعب النمساوي غير متعلم. ولن يتحدث عن عودة النازية ولن يصف الأمريكيين الذين اختاروا دونالد ترامب رئيسا لهم بالجهلة وغير المتعلمين ولن يقول إن المشكل في أوربا التي تزداد يمينية وعنصرية وتطرفا، وتعرف زحفا للشوفينيات وللأحزاب العنصرية وللانغلاق، هو مشكل تعليم. فهو حذر بهذا الخصوص ومستحيل أن يطلق الكلام على عواهنه وينمق الكلام ويتحدث كما تتحدث النخبة في فرنسا عن هذا العالم الذي أصبح"يمينيا" وعن عودة الديني ويخاف أن يسخر منه المتعلمون في فرنسا أما نحن فإنه يشنف أسماعنا بالدروس وبالتعالي وبالشتائم وينظر إلينا من فوق نحن غير المتعلمين نحن الجهلة صوتنا وأعدنا التصويت للعدالة والتنمية فاعذرنا واغفر لنا ونعدك أننا لن نفعلها مرة ثالثة وفي المرة القادمة دلنا على حزب نمنحه أصواتنا دلنا على حزب واحد في هذا البلد وسنمنحه أصواتنا فنحن غير متعلمين ونحتاج إلى محو أمية فدلنا وأنقذنا وخلصنا من تخلفنا واكتب عنا في "لوبوان" وبلغ رسالتنا إننا نغرق الإسلاميون سيقتلوننا إنهم يهاجموننا في البيوت ويرموننا من الشرفات ويقطعون رؤوس نسائنا ويغلقون البارات. إنه عصر آخر أيها الكاتب المشهور وقد صار خطابك مضحكا هنا في المغرب والذين يقدرونك يتمنون أن تأتي وتقيم معنا لتحين معرفتك بالمغرب وبواقعه الاجتماعي والسياسي وسوف يكون تحاملا أن يأتي مغربي ويشبهك بالكاتبة البنغالية تسليمة نسرين لكن المغاربة لن يفعلوا ذلك لأنهم رغم آفة الأمية وضعف التعليم، ورغم الفساد يتابعون ما يحدث في العالم ويميزون بين الغث والسمين ولن يقولوا إنك تسليمة نسرين المغربي وشخصيا أخشى عليك وأخشى على حياتك وأخشى أن يلقي عليك الإسلاميون القبض بمجرد أن تطأ قدمك أرض الوطن وأخشى أن يعتقلك حزب العدالة والتنمية ونحرم من الصوت الوحيد الذي يدافع عنا ويوصل معاناتنا إلى الإعلام الفرنسي والدولي أنقذنا أنقذنا يا بنجلون يا منفي الإسلاميين يا مغتربا يمنعه حزب بنكيران من تحرير المغرب.