أفادت مصادر رسمية، الأربعاء 5 أكتوبر/تشرين الأول، بأن مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي اعتقل متعاقدا مع وكالة الأمن القومي، في إطار تحقيقات حول سرقة محتملة لشيفرات بالغة السرية. وكشفت وزارة العدل الأمريكية عن رفع شكوى جنائية تتهم هارولد توماس مارتن (51 عاما) من غلين بورني في ولاية ميريلاند والذي اعتقل يوم 27 أغسطس/آب عقب تفتيش منزله، بسرقة ممتلكات حكومية والحصول على مواد سرية والاحتفاظ بها. ويشار إلى أن المشتبه به عمل لحساب شركة "بوز ألن هاملتون" الاستشارية، التي تتعاون معها وكالة الأمن القومي الأمريكية في بناء وتشغيل العديد من عملياتها الحساسة المرتبطة بالمعلومات السرية، وهي الشركة نفسها التي عمل فيها إدوارد سنودن الذي كشف عن مجموعة من المعلومات السرية في عام 2013. وجاء في الشكوى الجنائية أن المحققين عثروا في منزل مارتن وسيارته على نسخ مطبوعة وسجلات رقمية لمئات من الوثائق بالغة السرية، وقد تم نشر 6 منها في الإنترنت. بدورها، أعلنت شركة "بوز ألن هاملتون" في بيان لها أنها أقالت المشتبه به. وجاء اعتقال مارتن بعد بدء التحقيقات في سرقة شيفرة تستخدمها وكالة الأمن القومي لقرصنة أجهزة كمبيوتر دول أخرى، بما فيها روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، وذلك عن طريق زرع أجهزة تنصت في أنظمة الخصم ومراقبتها، وحتى مهاجمة شبكاته. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المحققين لا يزالوا يبحثون عن الدافع الذي يقف وراء الخطوات التي اتخذها مارتن، مرجحة أن القضية قد لا تتصل بعمل تجسسي. كما نقلت الصحيفة عن مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي أن مارتن بدأ بسرقة معلومات سرية قبل اندلاع الفضيحة التي أسفر عنها كشف زميله إدوارد سنودن لصحيفتي "واشنطن بوست" و"الغارديان"، في يونيو/حزيران 2013، عن معلومات سرية تسلط الضوء على برنامج المراقبة على الإنترنت الذي تقوم به المخابرات الأمريكية والبريطانية، ما دفع السلطات الأمريكية إلى تشديد الإجراءات لمنع تسريب معلومات سرية مستقبلا.