فسّر البروفيسور روبن كرومبتون، في مهرجان العلوم البريطاني في سوانسي، أنّ الإنسان والقرد والشمبانزي تطوّروا جميعًا عن سلف مشترك كان يمشي بشكل مستقيم ويعيش في الأشجار. إذاً فالشمبانزيات هي التي غيّرت شكل جسمها لتتمكّن من التحرك بسرعة مستخدمة أطرافها الأربعة، بينما استمرّ الناس باستخدام طرفين فحسب. وليس صحيحًا أنّ المشي المستقيم تطوّر بعد أن نزل البشر عن الأشجار للتنقّل في مناطق السافانا المفتوحة، فالإنسان كان يمشي قبل ذلك بملايين السنوات. في الواقع، يعتقد البروفيسور كرومبتون أنّ استخدام الأدوات الذي يعتبر من الصفات البشرية، قد بدأ بالتطور حين كان الإنسان البدائي يعيش على الأشجار، وحين كان يمشي على رجليه، قام باستخدام يديه ليتشبث بالأغصان القريبة من أجل تثبيت خطواته، وتدريجيًا خطرت في باله استعمالات مختلفة للعصي. ولفت البروفسور إلى أنّ صورة التطور البشري انتشرت في ثقافتنا الشعبية ولكنّها خاطئة، وتوجّه إلى الحشود في مهرجان العلوم البريطاني قائلاً: "هذه الصورة مرسومة على إحدى قمصاني… لقد تعلّمنا أنّ التطور حدث بهذا الشكل، لكنّني سأحاول إقناعكم بأنّه جرى بشكل معكوس، ومهما بدت الفكرة غريبة وغير مريحة بالنسبة إلينا، غير أنّ الشمبانزي والإنسان يتحدّران من سلف يشبه الإنسان أكثر منه الشمبانزي".