كان المعهد العلمي في الرباط سباقا إلى ترجمة الاستعداد المبكر للمؤتمر العالمي للمناخ، بتنظيم، أمس الأربعاء، ندوة وطنية حول موضوع "التغييرات المناخية والتنمية المستدامة والتحديات المستقبلية"، حضرتها شخصيات حكومية، إلى جانب رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، ومدير المعهد الوطني للتهيئة والتعمير، ورئيس جمعية الطاقة والماء للجميع. وتوجت هذه الندوة، التي جمعت ثلة من الباحثين، بالخروج بتوصيات سترفع إلى ل "كوب 22″، الذي سيعقد في مراكش خلال السنة الجارية.
كما قررت جامعة محمد الخامس بالرباط، وفق ما علمته "كود"، تشكيل، في إطار التدابير المتخذة للتحضير ل (كوب 22)، لجنة من الخبراء المهتمين بالتغيرات المناخية والتنمية والمستدامة، من بين مهامها تهييء أنشطة تحضيرية للمؤتمر العالمي للمناخ.
وفي كلمة افتتح بها أشغال هذا الحدث، قال محمد فخاوي، مدير المعهد العلمي، "لقد باتت قضية التغيرات المناخية أحد أبرز هموم البشرية المثيرة للقلق، شغلت اهتمام الباحثين والخبراء والمنظمات الدولية المتخصصة، باعتبارها قضية بيئية هامة وحقيقة علمية ومشكلة عالمية طويلة الأجل، تنطوي على تفاعلات معقدة لها تداعيات سياسية، اجتماعية، بيئية واقتصادية بالدرجة الأولى. وتعد القارة الإفريقية أهم المناطق المتضررة لكون التغيرات المناخية تشكل إحدى أهم التهديدات للتنمية المستدامة علىهذه الدول نضرالهشاشة اقتصاديات هذه البلدان في مواجهة تداعيات التغيرات المناخية التي تعتمد بالأساس على قطاعات رهينة بالظروف المناخية، كالزراعة والصيد البحري واستغلال الغابات وباقي الموارد الطبيعية والسياحة".
وأضاف محمد فخاوي "يعد المغرب أحد الدول الإفريقية المتضررة بالانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية وبذلك أصبح لا مناص من نهج سياسات التأقلم محكمة علما أن التقدم الذي حققته بلادنا في مجال مكافحة التغيرات المناخية، وبالخصوص بفضل برامج الطاقات المتجددة ومعالجة النفايات، مكنها من كسب اعتراف دولي ومن تبوء مركز الريادة على المستوى العالمي، كما أن تنظيم المغرب للمؤتمر العالمي للمناخ (كوب 22) بمراكش خلال هذه السنة هو ثمرة التزام من مستوى عال من طرف المملكة لفائدة البيئة والتنمية المستدامة. هذه الظاهرة أصبحت وبامتياز محور انشغال العالم كتحدي حقيقي، يفرض على كل دول العالم الاتحاد من أجل اتخاذ التدابير الملائمة التي تسمح على الأقل بالتكيف مع هذه الظاهرة كون خيار مواجهتها أصبح بعيد عن كل الحسابات البيئية والسياسية".