أعلنت السلطات التونسية حظرا للتجوال في كافة أرجاء البلاد بعد مظاهرات شهدتها عدة مناطق احتجاجا على الأوضاع المعيشية والبطالة. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن بسبب مخاطر على الممتلكات العامة والخاصة سيفرض حظر للتجوال بدءا من الساعة 8 مساء حتى 5 صباحا. ومن المقرر أن يسري حظر التجوال بدءا من مساء الجمعة. ويستثنى من حظر التجوال العاملون في دوام ليلي، ومن يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. وحثت الوزارة – في بيان نشر على حسابها الرسمي على فيسبوك – المواطنين على الالتزام بحظر التجوال. وحذرت من أن من يخالفه "يعرض نفسه للخطر وقد يواجه محاكمة". وشهدت عدة مدن تونسية الخميس اشتباكات بين قوات الشرطة ومحتجين. كانت الاحتجاجات قد بدأت في بلدة القصرين شمالي تونس في أعقاب انتحار شاب عاطل عن العمل. ويقول مراقبون إن السلطات عجزت عن حل المشاكل المتعلقة بالإقصاء الاجتماعي والفقر، وهي تواجه خطرا متزايدا للجهاديين. ودعت السلطات إلى التزام الهدوء بعد أن تحولت الاحتجاجات إلى أعمال شغب وعنف في العديد من المناطق. وتعد تلك الاحتجاجات الأسوأ منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بحكم الرئيس الهارب زين العابدين بن علي، وكانت شرارة البدء لانتفاضات ما يُعرف ب"الربيع العربي". ويعاني ثلث الشباب التونسي من البطالة، بينما تبلغ نسبة البطالة في أوساط الخريجين 62 في المئة، وقد زاد الوضع سوءا من هذه الناحية منذ اندلاع الثورة عام 2011. وفارق شرطي الحياة في مدينة مجاورة بعد أن قام محتجون بقلب سيارته. وقال رئيس الوزراء حبيب الصيد الذي قطع جولة أوروبية وعاد إلى تونس لمواجهة الوضع إن الحكومة لا تملك عصا سحرية لحل مشاكل البطالة. وقال في مقابلة مع محطة فرانس 24 التلفزيونية إن بلاده تواجه صعوبات "الديمقراطية الحديثة". وكان الرئيس باجي قائد السبسي قد صرح بأن الحكومة ستخلق 6 آلاف فرصة عمل في بلدة القصرين. ووعدت الحكومة بالتحقيق في مزاعم الفساد.