— رغم أن المثل كيقول "كاد المعلم أن يكون رسولا"، قضية الاساتذة المتدربين ماخداتش نفس الحيّز ف الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بحال قضية طلبة الطب اللي كانت دارة ضجة، قضية الاساتذة المتدربين ما وصلت للذروة ديالها حتا لليوم ملي المخزن تدخل بعنف في حق الاساتذة المتدربين ف إنزگان مما خلّف إصابات دموية، اللي تشوفها تحس أنك ف شي طقس من طقوس الشيعة ف العراق. مطالب الاساتذة المتدربين ماكتقيصني لا من بعيد ولا من قريب، مما خلاني ما هتميتش بيها وما عطيتهاش وقت، لكن مؤخرا هضرت مع شي أصدقاء حتى هوما مم المحتجين وفسرو لي الأمر بصراحة وبلا لغة خشبية، لقيت راسي مع الاسف ماقادرش نتضامن معاهم ف مطالبهم، أنك تخدم مباشرة بلا كونكور مع الدولة من بعد عام ديال التدريب على حساب الدولة حاجة غير منطقية ف دولة غير إشتراكية بحال المغرب، الدولة ماشي أم باش تدربك وتخدمك مباشرة من بعد التدريب وتعطيك صالير وتغطية صحية، السوق كيعترف فقط بقدراتك ومهاراتك واشنو قادر تقدم، واللي عندو راه غادي ينجح ويخدم مع الدولة. من بعد نهاية التدريب الاستاذ بإمكانو الخدمة ف القطاع الخاص، التدريب كيخولّو ذلك، لكن اللي فهمت من الاصدقاء الاساتذة أن القطاع الخاص مافيهش نفس إمتيازات الخدمة مع الدولة السخية، ما كاينش حد أدنى للأجور وعدد ساعات الخدمة تقدر توصل لتمنية ف اليوم وخاصك تخدم من نيتك، عكس الدولة اللي الخدمة أربعة سوايع ف النهار مما كيخلي للأستاذ الوقت يدير السوايع الاظافية ولا يزيد يدير ماستر باش من بعد يشد پوسط أحسن بصالير أحسن مع الدولة، الشي اللي ماتقدرش تديرو مع الپريڤي. الشي الاخر المثير للإنتباه بالنسبة ليا، ولو أنني كنعتبرو عادي ولكن يجب الاشارة ليه رغم ذلك، هو طغيان المحجبات والوجوه الإسلامية الوسطية ذات اللحي الخفيفة المنمقة على عدد الاساتذة. طبعا من حق كل واحد يآمن باش بغا ويلبس اللي بغا وما من حق حتا واحد يفرض عليه لايفستايل معيّن، سواءا كان إسلامي ولا علماني ولا مهما كانت إيديولوجيتو، لكن من حقنا كمغاربة عايشين ف المغرب نتسائلو على مستقبل التعليم مع هاد الاساتذة ذوي التوجه المحافظ، وبصفتي إنسان داز من التعليم العمومي المغربي ما صعيبش عليا نتخيّل المستقبل، شحال من أستاذ قريت عندو ف الإعدادي والتانوي خلّط اراؤو الدينية مع الدرس وقالّنا أن نظرية التطور باطلة (بغض النظر عن رأيك، كتبقى هي المقبولة علميا، والاستاذ من واجبو يقدم لك رأي العلم ونتا تحكم)، وشحال من أستاذ ديال الفلسفة قلب الدرس لحصة ديال التربية الإسلامية وبدا يسب ف الفلاسفة ويتفّه أعمالهم. هذا بلا ما نهضرو على الساعات اللي كتمشي منها 45 دقيقة ف نظريات المؤامرة والقصص الشخصية. من هادشي ما نقدر إلا نستنتج أن هاد الاساتذة المتدربين ومن خلال هندامهم غادي يكونو مجرد تتمة لسلفهم، ولو أنني كنتمنى العكس. رغم هاد الشي اللي قلت الفوق وهاد المعاتبات اللي عندي على الاساتذة، ما يمكنش أنني نساند تعنيفهم بهاد الطريقة لمجرد تعبيرهم عن رأيهم بطريقة سلمية وبلا عنف، الرأي يواجه بالرأي ماشي بالزرواطة، المخزن بإمكانو يحل الخلاف بلا عنف وبطريقة سلمية، العنف وسيلة قديمة وفقط كتعطي نتائج معاكسة، فقط غتساند موقف الاساتذة ف هاد الحالة.