في أكبر مطار دولي بالمغرب، مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، التابع للمكتب الوطني للمطارات الذي يديره دليل الگندوز، حظيت عاملة نظافة فيه، بأغرب "عقوبة" في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، فلأكثر من ثمانية ساعات، ظلت عاملة نظافة واقفة بلوازم عملها، في أحد أركان قاعة لتسجيل المسافرين، في "نِزال قوي" ضد قطرات المطر التي يقطُر بها سقف القاعة. معاناة يوم أمس، ليست هي الوحيدة، فمن المعلوم أن أعمال التنظيف والعناية بالحدائق، في أغلب المؤسسات والإدارات العمومية المغربية، يتم عن طريق التدبير المفوض لشركات مقابل مبالغ ضخمة، في حين تمنح هذه الشركات لمستخدميها في المجال أجورا لا تتجاوز في أحسن الحالات 2000 درهم شهريا، ولا يتوفرون بالضرورة على تغطية صحية أو اكتتاب في الضمان الاجتماعي أو تأمين ضد المخاطر.. حتى أصبح من المألوف عند المواطنين في مراحيض محطة قطار (الرباطالمدينةوالبيضاء الميناء مثلا) أو مؤسسة، وقوف عاملات نظافة ببذلة رسمية لشركاتهن يطالبن المواطنين بدفع ثمن الخدمة.. في حين أنه مقتطع سلفا في التذكرة أو المنتوج! فمتى ستقطع بدعة التدبير المفوض لأعمال النظافة بالملايير مع مهنة مذلة لكرامة النساء تسمى "مدام پيپّي"؟