قدمت أمطار الخير التي تساقطت، ليلة أمس السبت واليوم الأحد (16/17 نونبر 2013)، خدمة مجانية للشركات المكلفة بقطاع النظافة بالدارالبيضاء. ويبقى هذا القطاع من النقاط السوداء التي فجرت غضب الملك محمد السادس، الذي وجه خطابا شديد اللهجة، بمناسبة افتتاح البرلمان، للساهرين على تسيير شؤون المدينة التي ينتظر أن تكون قطبا ماليا عالميا. وبالنبش في هذا الملف يظهر أن الغموض يلف الاتفاقيات التي أبرمت مع شركات التدبير المفوض. فبالعودة إلى نظام ما قبل وحدة المدينة، عندما كانت العاصمة الاقتصادية توجد بها على 27 جماعة، نقف عند حقيقة مفادها أن نظافة العاصمة الاقتصادية تكلف 12 مليار سنتيم، حسب عملية إحصائية قامت بها الجماعات المذكورة. غير أنه بعد أن بدأ العمل بنظام وحدة المدينة جرى إسناد مهمة نظافة الدارالبيضاء إلى شركات التدبير المفوض، التي كلف العقد الأول المبرم معها 38 مليار سنتيم، قبل أن ينتقل الرقم إلى 54 مليار سنتيم، دون أن تتخلص العاصمة الاقتصادية من أوساخها. وفي هذا الإطار، قال مصطفى رهين، العضو المعارض بمجلس مدينة الدارالبيضاء، "تكلفة نظافة البيضاء وصلت إلى 54 مليار سنتيم والمدينة ما زالت على حالها"، مشيرا إلى أن "فشل الدارالبيضاء يرجع إلى غياب المحاسبة". وقال مصطفى رهين، في تصريح ل "كود"، إن "12 مليار التي كانت تحتاجها البيضاء قبل العمل بنظام وحدة المدينة متضمنة فيها أجور اليد العاملة، بينما الآن وصلت التكلفة 54 مليار سنتيم بدون يد عاملة، ولم نصل إلى ما هو مطلوب". وتساءل العضو المعارض بمجلس مدينة الدارالبيضاء عن مصير هذه الأموال التي تحصل عليها شركات التدبير المفوض. يشار إلى الخدمات التي قدمتها شركات النظافة من خزينة الجماعة، خلال سنة 2011، استنزفت مبالغ تفوق 39 مليار سنتيم، موزعة بين "سيجدما" ب 81.5 مليون درهم، و"سيطا" ب 150 مليون درهم، و"تكميد" ب 140 مليون درهم، وذلك مقابل جمع 1132 ألف طن من النفايات، تمثل فيها الأتربة ومخلفات هدم الأبنية، التي أصبحت تشكل عبئا ماليا غير متوقع تمثل فيها 17 بالمائة إلى 26 بالمائة من الوزن الإجمالي، حيث يتم تحويل الأطنان التي تم جمعها إلى وحدات يؤدى عنها بثمن الطن الواحد من النفايات المنزلية، وأظهرت المعطيات أن كميات النفايات حسب الشهور بالنسبة ل "سيجيدما" بلغت 21 ألف طن في الشهر، و"سيطا" 29 ألف طن، و"تكميد" 36 ألف طن.