الحوار الذي اجراه مع "كود" محمد سالم الشرقاوي رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بالعيون يعطي صورة واضحة حول وضعية قضية الصحراء. فمنذ اكثر من ثلاث سنوات اصبح الموضوع الحقوقي محور النقاش حول هذه القضية. كانت محاولات كثيرة تدخلت فيها حتى اميركا من خلال مندوبتها السابقة الى الاممالمتحدة سوزان رايس وكاد مجلس الامن يستصدر قرارا بتوسيع مهمة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان في الاقاليم المعنية بالنزاع /بوجدور والعيون والداخلة والسمارة…/ جواب المغرب كان ان للمملكة الياتها لمراقبة حقوق الانسان في اشارة الى المجلس الاستشاري لحقوق الانسان الذي اصبح دستوريا وتحول اسمه الى المجلس الوطني لحقوق الانسان. هذا المجلس لم يكن حاضرا في كل القضايا المتعلقة بحقوق الانسان في باقي الاقاليم المغربية، اذ ظل يتعامل بحذر شديد افقده قوته، ربما الاستثناء الوحيد كان عمل اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بالعيون والسمارة التي يرأسها محمد سالم الشرقاوي. لجنة كسبت احترام جميع الاطراف، فالتقارير الدولية سواء تلك التي يعدها كريستوفر روس المبعوث الخاص للامين العام الاممي، او تلك التي يعدها بان كي مون بناء على تقارير لجانه ومبعوثيه او تقارير الاتحاد الاوربي الاخيرة تشيد بعمل لجنة الشرقاوي، علاش هاد الاشادة؟ لان اللجنة تحظى باحترام جميع الاطراف: الوحديون والانفصاليون والسلطات المحلية والمنتخبون. هذا هو سر قوتها. الشرقاوي /ابن المنطقة ويعرف ابناءها واحدا واحدا/ ولجنته قادران على محاورة اميناتو حيدار رئيسة الكوديسا وعلى التفاهم مع والي امن العيون وبوشعاب يحظيه والي الجهة وعلى التواصل مع حمدي ولد الرشيد رئيس المجلس البلدي وعلى التحاور مع الوكيل العام للملك بالعيون. ظهرت قدرته هذه في حادث عائلي وهي عودة والدته من الحج، تجمع تحت سقف واحد اطياف يصعب جدا جدا جمعها في مكان اخر. عمل اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بالعيون كان هاما وقد اعفى الدولة المغربية من امور كانت ستكون تبعاتها وخيمة للغاية. اعضاء يتحركون بامكانيات شبه منعدمة ويعملون في ظروف صعبة للغاية. يتم محاربتهم، فالشرقاوي، وكما علمت "كود" منذ فترة، كان يحارب من قبل السلطات المحلية. عانى الكثير من ممثلي السلطة بالمغرب. هذا الامر اصبح من الماضي كما شرح في حواره مع "كود"، لكن في حواره مع "كود"، وخرجاته الاعلامية ناذرة، اطلق صرخة. انه عانى كثيرا من نكران الجميع ومن تصرفات المجلس الوطني لحقوق الانسان في الرباط ومن عجرفة المركز، اذ يحدث ان يعد تقارير ميدانية فاذا بادارة المركز ترسل اليه اعضاء لا يعرفون عن واقع العيون شيئا للقيام بتقارير اخرى وكأنهم يشكون فيه. تقارير الشرقاوي وتصريحاته اتسمت بالجرأة وهذا ما اغضب المركز وجهات اخرى. هذا الشخص واع بان ورقة حقوق الانسان حاسمة في كسب المغرب للصحراء، لكن يجب امتلاك قدر كبير من الجرأة، فلما هاجمت القوات العمومية بيوت صحراويين، صرح قبل اكثر من سنة الشرقاوي في حوار مع "كود" ان القوات العمومية دخلت بيوت صحراويين ونكلت باصحابها وارعبتهم. تصريح كاد يفقده منصبه، لان اصحاب الرباط يلجئون الى فلسفة "ندير لكلشي خاطرو"، طبعا هاد الشي ما واكلش فالصحراء. حالة الشرقاوي دالة على عقلية تتحكم في زمام الامور بالمغرب لكنها ما كتيقش فصحراوا وديما رادة البال منهم. هذا التصرف كلف المغرب كثيرا وقد ترتفع كلفته في المستقبل. يناقش مجلس الامن اليوم تقرير بان كي مون حول الصحراء، ولا يبدو ان هناك تغيير في موقف مجلس الامن في الموضوع فالتصويت كما يظهر، غادي يخلي الوضع على ما هو عليه الان. بلوغ هذا المسعى كان بفضل عمل ديبلوماسي وكان للجنة الجهوية التي يرأسها الشرقاوي دور في استمرار هذا الوضع. دفعه الى الاستقالة او التضييق عليه ستكون نتائجه وخيمة على الملف