لم يسبق للحسن الثاني ان اعتذر للشعب رغم فظاعات سنوات الرصاص التي ارتبطت باسمه كما الأحداث الاجتماعية التي واكبت فترة حكمه ابًتداء من أحداث 1965 وانتهاء بأحداث 1981 ثم أحداث الشمال ومراكش وفاس بين منتصف الثمانينات وبداية تسعينيات القرن الماضي. والحال ان الملوك عندنا لا يعتذرون مهما صدر عنهم من قرارات يتبث في ما بعد أنها خاطئة، والمشكل يكمن في صفة قداسة شخص الملك التي تمت دسترتها في دستور 1962 باقتراح من علال الفاسي والدكتور الخطيب،و رغم ان هذه الصفة زالت في الدستور الجديد إلا ان الممارسة توكد أنها ما تزال متعذرة في ثقافة المخزن الذي يربطها بهيبة السلطان التي لا تعني سوى الخوف من جبروته وسطوته....
والجميع يتذكر ان الملك محمد السادس ورغم حديثه في إحدى خطبه عن الصفح إلا انه لم يعتذر لحد اليوم عن سنوات الرصاص والقمع السياسي الذي واكب فترة حكم أبيه وكان اعتذار الملك من اهم مطالب الحركة الحقوقية وعلى رأسها منتدى الحقيقة والإنصاف بل ان هيئة الإنصاف نفسها تحدثت في تقريرها الختامي عن اعتذار الدولة ولم يحدث شيء من ذلك لحد الآن علما ان من يجسد رئيس الدولة الذي يعود اليه الاعتذار هو الملك