أعاد انضمام أبو حفص، أحد شيوخ السلفية المعفى عنهم، إلى حزب "النهضة والفضيلة" تسليط الضوء على المشروع السياسي للسلفيين المغاربة ومدى قدرتهم على تشكيل أحزاب وهيآت سياسية تلم شتاتهم وتساعدهم على الانتقال من هامش العمل السياسي وغلوه إلى موقع الفعل في الساحة السياسية ببرنامج وأهداف واضحة تخضع لمساءلة المجتمع والقواعد الحزبية. ومنذ البداية وبرر أبو حفص التحاقه بحزب محمد خليدي المنشق عن حزب "العدالة والتنمية" بوصوله إلى قناعة القطع مع سياسة المقعد الفارغ ورغبة في التعبير عن آراء السلفيين وتصوراتهم من خلال منبر أكثر فاعلية وأكثر قوة موضحا أن هذا الانضمام تنويع العمل السياسي الإسلامي. قضية التحاق السلفيين بالعمل السياسي موضوع فتحته جريدة "الصباح" في ملفها الأسبوعي، أثارت فيه الانتباه إلى أنه خارج الاعتبارات الذاتية يمكن القول إن توجه حساسيات سلفية كانت مسؤولة معنويا على أحداث 16 ماي إلى تأسيس أحزاب سياسية يخفي وراءه رغبة في تجميع الجهد السلفي واستثمار تراكماته الفكرية والسياسية والعقدية في إطار تنظيم حزبي وذلك سعيا لما يصفه بعض الباحثين باحتمال الاستفادة من "الغنيمة الانتخابية". واستقت "الصباح" آراء مجموعة من الباحثين والفاعلين السياسيين، إذ اعتبر خالد بوقرعي، الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية أن السلفيين بالمغرب لا يمكنهم تكرار التجربة المصرية، في حين قال الشرقاوي الروداني، القيادي في حزب "الأصالة والمعاصرة" إن المغرب نجح في التطبيع مع تيار كان رافضا للعمل السياسي، أما محمد ضريف فخلص إلى أن انضمام سلفيين إلى حزب "النهضة والفضيلة" انتصار لأطروحة الدولة، مثيرا الانتباه إلى أن المراجعات التي قام بها السلفيون على مستوى الافكار والسلوك تبرز اليوم تحديا أمامهم وهو المتعلق بالقدرة على الملاءمة بين مبادئهم المتصفة في الغالب بالمثالية وإكراهات العمل السياسي المحكوم بالبراغماتية.
ويطرح الملف العديد من التساؤلات حول تحول السلفيين إلى أحزاب وكلفة هذا التحول وحساباته وأيضا يطرح تساؤلات على استعداد السلفيين للتنازل عن إطلاقية الدعوة لصالح نسبية السياسة.
تفاصيل أكثر في ملف جريدة "الصباح" في عدد نهاية الأسبوع.