يبدو أن قادة الأحزاب السياسية المغربية بمجرد أن يبتعدوا عن أضواء العاصمة الرباط، يتخلون عن كل خطاباتهم وتموقعاتهم ويعودون إلى وضعية ما قبل عشرون فبراير والسبب مقعد برلماني يتيم بدائرة مولاي يعقوب سيعاد إجراء الانتخابات بشأنه بعد أن ألغاه المجلس الدستوري، لكن المثير هو طبيعة التحالفات التي تشكلت بين الأحزاب في حضرة “مولاي يعقوب"، الأصالة والمعاصرة المعارض يدعم مرشح الحركة الشعبية، الحزب رقم أربعة في الائتلاف الحاكم، وحزب الاستقلال يستعير مرشحا كان ينتمي الى البام فيترشح باسمه، ووفد وزاري إسلامي يغزو البلدة ليصيح: كلهم فاسدون، حتى حلافاءنا! وهكذا، فبعد أن شهد اليومان الأولان للحملة الانتخابية إنزالا لوزراء وقياديين من العدالة والتنمية الى هذه البلدة، الرباح والآزمي وافتاتي، فصاحوا في أرجاء البلدة يوزعون الاتهامات بالفساد على البقية، ويحثون الناس للتصويت على مرشحهم “الطاهر"، قرر حزب الأصالة والمعاصرة المعارض عدم النزول من أجل خوض النزال وبدلا عن ذلك يدعم الباكوري مرشح حزب الحركة الشعبية الحاكم، أما السبب، فهو أن مرشح العنصر له قرابة عائلية مع احد أعيان البام بالمنطقة الذي يشغل مقعدا في مجلس المستشارين!
حزب الاستقلال، الرقم الثاني في ترتيب أحزاب التحالف الحاكم، يخوض النزال لمنافسة حليفيه الحركة الشعبية والعدالة والتنمية في هذه الانتخابات، أما حصانه في السباق، فهو البرلماني الذي ترشح في الانتخابات الماضية بلون التراكتور ولما رفض البام إعادة تزكيته، وجد باب شباط مفتوحا فزكاه
في حضرة مولاي يعقوب، بعيدا عن العاصمة، كل التحالفات التي تصور لنا تتلاشى.