هي ساعة في الجحيم تلك التي قضاها الصديقان المراهقان أمس الأحد داخل الملحقة الادارية الخامسة ببني ملال، فسذاجتهما البادية من خلال كلامهما لم تشفع لهما أمام مساعدي قائد الملحقة ، أو كما وصفهم أحد المواطنين "رجال غلاظ شداد لا يعصون أمر قائدهم" ، فالصديقان المراهقان من عائلات محترمة لا يتجاوز عمرهما 20 سنة قررا أن يقومان بعمل يدر عليهم مصروف اليوم "ضبروا على كروسة وتشاركو فالسلعة ديال الليمون، وقالوا يا بسم الله ". لم تمر إلا أيام قليلة فعاشوا كابوسا حقيقيا صباح أمس الأحد ، عندما حجز لهم قائد الملحقة السادسة الميزان فتوسلوا له لحد تقبيل رأسه ، فلاحظ القائد سذاجتهما فأعاد لهما الميزان وطلب منهما المغادرة ، وهذا ما فعلاه فتوجها نحو أحد الاسواق المسموح للباعة أن يعرضوا سلعتهم به "الغديرة "،لكن وفي طريقهم التقوا بقائد الملحقة الخامسة فحجز على الميزان وتوسلوا اليه كما فعلوا مع زميله دون فائدة ، حيث انفعل أحد الصديقان وصرخ بأعلى صوته بكلمة خادشة مطالبا بالميزان، ولاحقا القائد وهما يتوسلانه الى أن وصلا أمام الملحقة ، حيث تم ادخالهما بالقوة واغلاق الأبواب وانهال عليهما المخازنية والبوليس باللكم والركل والرفس الى جانب القائد الذي وجه لكمة الى فم الشاب المراهق "البائع المتجول". والغريب أن صديقه الذي لم يفعل شيئا نال نصيبه هو الاخر من اللكم والرفس دون وجه حق وبدون سبب حسب تصريحه بالفيديو، وصرح "لكود" أنه لم يكن يتوقع يوما ان يعيش هذا الكابوس في حياته وما وقع له سيدفعه للإقلاع عن البيع في الشارع ، وأكد أن صديقه تعرض للتعنيف الى حد سيلان الدماء من فمه ،وفي الاخير يروي هذا البائع المراهق :"داوه غسلو ليه فمو من الدم فالطواليت وسايقو بالماء بلاصتو وقالو لينا ،راه الى تابعناكم عندوم 6 اشهر حبسا ولكن مشي مشكل سمحوا لينا بزاف ،راه غادي نرجعوا ليكم كلشي". وهذا ما تم بالفعل حيث تم ارجاع السلعة اليهم رفقة العربة والميزان و"فوقهم بوسة المسامحة " للتغطية عن ما اقترفوه في حق المراهقين. وكما عاينت "كود" اقتياد الصديقان وأحدهم ينزف دما من فمه من داخل المقاطعة الحضرية الخامسة عبر سيارة الأمن نحو الديمومة من أجل تحقيق الهوية ، وبعد اطلاق سراحهما توجها نحو المستشفى فتلقى احدهم العلاج وأراد الطبيب تسليمه الشهادة الطبية فقال له "ماعنديش اسي طبيب ثمنها ، عرفتي أنا دعيتهوم لله هو ياخد ليا حقي ". الحادث استنكره المواطنون الذين سمعوا صراخ الفتيان من داخل المقاطعة جراء الضرب المبرح.